Skip to main content

Posts

Showing posts from 2015

المسكوت عنه خدش للحياء العام.. زوبعة البوسة أزمة هوية رسمية

دخل النقاش بين الأردنيين حول موضوع "البوسة التي حطمت المدينة الفاضلة" يومه السابع، مثيراً جدلاً كبيراً حول تقاليد المجتمع المحافظة التي لا تسمح بأي انحلال أخلاقي. لكن، كالعادة، ولأننا شعب يعاني من العشوائية الأخلاقية، لم يتم التطرق لمناقشة أخلاقيات مصور فيديو "البوسة" وانحلاله الأخلاقي الذي دفعه للتطفل على الغير في المقام الأول، وللنظر للموضوع حسب أيدولوجيته وبنائه النفسي، فتخير توثيق المشهد وفضح بطليه بعد تأويله بكيفية تظهره مطابقاً لما يعتقد أنه الحق. لا دفاعاً عن "البوسة" ولا هجوماً عليها؛ ما حدث ابتداءً من تصوير ونشر المشهد، ومروراً باهتمام الأجهزة الأمنية به، وانتهاءً بضبط المركبة واعتقال الشاب، ليس سوى تجسيد حقيقي لأزمة الهوية والتوجهات التي تعاني منها دولتنا والتي انعكست على أبنائها. نحن بلا شك أمة هلامية بلا عنوان، اختلط لدينا الحابل بالنابل والحق بالباطل والصواب بالخطأ، فضاعت أولوياتنا وحلت بدلاً عنها سفاسف الأمور. نحن أمة ليس لنا إلى النجاة سبيل. دستورنا يقول أن الإسلام هو دين الدولة، كما أنه يقول أن المحاكم الشرعية تطبق في قضائها أ...

الألم سر الإنسانية والوجود

ممتلئة هي الحياة بقلوب متعبة بتعب الأيام، مرتوية من نهر الآلام التي تأبى إلا السكنى في الأعماق. كلنا بنا ألم، لكن لكل منا حكاية. فراق، ورحيل، وهجر، وفقد، ونقص، وذنوب، وغدر من الزمان وآخر من الخلان، وحاجة لأوطان وأخرى لبنين، أو أنه شعور بآلام الآخرين. اشتياق، وحنين، واحتياج، وأمنيات، وندم، واستسلام. قد تختلف الحكايات، لكن النهايات تتوحد بتوحد الشعور الذي يخلفه ركام كل حكاية، إنها الآلام. تلك الآلام التي تتولد من وطأة السلب والضغط، فتأتي تعبيراً عن الاحتجاج على فقدان العدالة من وجهة نظر قاصرة وغير مدركة لأن حقيقة الحياة والوجود قائمة على الألم الإنساني. ما أن ندرك هذه الحقيقة الحاضرة الغائبة، فإننا سندرك بأن هذا الألم الإنساني إما أن يصبح ألماً إيجابياً فيرفعنا في مقامات الإنسانية إلى الروحانية، وإما أن يصبح ألماً سلبياً فيهوي بنا إلى حضيض الشهوانية المادية، فإن أدركناه بإيجابية بلغنا الحقيقة المطلقة وسرنا على مدارج السلام، وإن لم نفعل، واصلنا تيهنا وعظم كربنا وغزانا الإحساس بالنقمة. دون هذا الألم الذي يدفع تجاه المعرفة بنداء روحي، لن نصل أبداً إلى الحقيقة المطلقة التي ...

موسوعة غينيس تشوه عملنا الإنساني

لطالما لعب الإعلام ومرتزقته وأتباعهم دوراً بارزاً في تنميق خيارات واستراتيجيات الترويج للمملكة على الخارطة العالمية حتى وإن كانت تلك الخيارات والاستراتيجيات مثيرة للشفقة والجدل، ودالة على الإفلاس من الإمكانات الحقيقية التي ترسم مكانة جديرة بالاحترام. مع حملة "من بعدي حياة" الوطنية والموجهة ظاهرياً لتعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء، لم تكف الأقلام ليس فقط عن التلميع والترويج للحملة الهادفة في الباطن للترويج للمملكة بمنهجية تفرغها من محتواها الإنساني النبيل، وتشير لإفلاس حقيقي من كل الإمكانيات في مختلف المجالات التي قد تدخلنا موسوعة غينيس، سوى من جمع أكبر عدد من المتبرعين بالأعضاء، وذلك من بعد دخولنا فيها بأطول سحسيلة وأكبر قرص فلافل وأكبر علم على هيئة فسيفساء وغيرها، إنما لم تكف أيضاً عن تسطيح الوعي بأهمية وأخلاقيات العمل الإنساني وأصوله، مشوشة نظام القيم بأكمله. إن التبرع بالأعضاء عمل إنساني بحت، لذلك يجب أن يكون نهج تكريس ثقافته متماشياً مع جوهره وروحه، كما يجب أن يدفع القائمين والمقدِمِين عليه لارتقاء سلم السمو الأخلاقي، لا السير نحو طريق الإفلاس الأخلاقي بمناقضة الهدف...

تجرد من عبوديتك للماديات لتصل لكنزك

من خلال الاستمرار في الحياة وإزاحة كل الخراب الوهمي، يمكن أن تعثر على حريتك مدفونة تحت خرابك، وهذه أكبر كنوز الوجود والحياة والمعرفة. لتعثر على حريتك، عليك إزاحة موانعها بالتحرر من عبوديتك للأشياء والماديات، فيخف توحشك وخوفك من المجهول، كما يخف ألمك من النوائب. إن النار هي جنة البعد، والجنة نار القرب، فما يضيرك في أن تقبل خرابك لتصل لكنزك في لحظة عشقية مقدسة تجردك من أي انتماءات وتعلقات مادية للجسد والروح والعقل والنفس. من لا يرى الله من وراء الأضداد في مفارقات الحياة لا يراه. خذ هذه اللحظة إلى قلبك ولا تضيعها، إن ضيعتها ضاع منك الإنسان، وقطعت جسر الوصول للأصل. تخلّ عن الله الظاهر القهاري، وتحلّ بالله الباطن الجمالي.  تقبّل وأقبِل، حطم القيود وعش حراً محباً للكون الأزلي بكل ما فيه لتبلغ ولادة الكمال في الأرض الأبدية.

جنة الأرض بداخلك فكن أكثر تقبلاً ومنحاً للحياة

إذا أصابتك شدة فاصبر لها وادع ربك، إنه أدنى لمن يدعوه من حبل الوريد، فلا تدري بصبرك ودعائك لعله يحدث بعد ذلك أمراً، فتلوح لقلبك في السعادة أسرار عاجزة عن النطق، كامنة في الأشياء البسيطة من حولك لكنها الأكثر تميزاً وتأثيراً. حسبك من السعادة ضمير نقي ونفس مطمئنة وقلب شريف، بها يجلو بصرك وبصيرتك، ويأخذك لذلك السلام، فلا تصبح عالقاً أبداً حتى تريد أنت ذلك بانسياقك طوعاً لوهم التحكم بما لا تستطيع. جنة الأرض بداخلك، وأنت قادر وحدك على التحكم بما يدور بداخلك وعلى رؤية ما ليس كل عين تراه، حينها لا يقفر القلب ولا تضل النفس. سر في الحياة كالمحاربين المؤمنين بالقضاء خيره وشره، وكن أكثر استعداداً لمواجهة الشدائد، وأكثر تقبلاً ومنحاً للحياة. لا تأس على ما فاتك ولا تفرح كل الفرح بما أتاك لتغلب الفجوة بين الامتلاك والرضى، وبين ما لديك وما تريده، فلا تكره الموجود رغم ابتلائك بالمفقود.

قبول الفقد أول خطوة لحياة متزنة

الأشياء التي لا تصلك وأنت تحتاجها بشدة هي أشياء قدر الله لها التأجيل لتأتيك في وقتها المناسب، والأشخاص الذين فقدتهم لسبب أو لآخر هم أشخاص مروا بحياتك لتكمل تجربتك الإنسانية في الحياة وتصل من خلالهم وعبر فقدهم للمعنى الحقيقي لها المؤدي للموت المادي والمعنوي، والذي هو الطريق لذلك الانتقال لتعاود الحياة من جديد سواء في ذات الإطار الزمني أو خارجه، لكن مع إرث عميق من المعرفة المفضية لله القابع داخل كل منا، هنا أو هناك. لا تستخف بما لا يمكنك فهمه؛ فالحياة هي عملية الموت، والموت هو الطريق للحياة. تجبر واصبر الصبر الجميل الذي لا يعني تحمل الألم سلباً، بل بعد النظر والوثوق بالنتيجة النهائية. ابتسم؛ فحكايا الحب تموت ليولد حب أقوى وأعمق، وأرزاق تذهب لتحل مكانها أرزاق أوسع، وفرص تغيب لتطرق الأبواب فرص أفضل، كأوراق الشجر تتساقط لتغذي الأرض فتنبت فيها الحياة من جديد ويزهر ربيع آخر. افهم معنى الحياة لتتصالح مع فكرة الفقد والموت وتتخطى الغموض المحيط بها؛ فالحياة التي تولد من الموت تختلف عن تلك التي تحياها. قبول الفقد أول خطوة لحياة متزنة؛  ارضَ، انتمِ للحقيقة ، ولتتجرد من كل ...

هناك ضوء لا ينطفئ

هناك ضوء لا ينطفئ وإن اجتاحك الظلام، هناك أمل لا يكترث وإن اشتد الألم، هناك رغبة في الحياة لا تنهزم وإن ازداد الفقد. هناك دائماً نور لنجم يرفع الظلمات عنا وهو مستور، هناك دائماً قوة ترافقنا وتدركنا ونحن على فم الهوة، هناك دائماً نسمة تهب على جروح الروح حتى تنجلي الغمة، ونحن نعيش ما ينفك يحرسنا ويلمسنا بلطف غامض ما ليس مرئياً، وإلا... فما الذي يبقي الفتى حياً.~

تحرر من الألم ولا تحارب القضاء والقدر

الصباح ليس في شروق الشمس، بل في إدراكنا لنعمة الله بأن وهبنا يوماً جديداً في هذه الحياة لنذكره فيه ونتواصل مع أحبائنا، فتسعد قلوبنا بوصالهم وتسعد قلوبهم بوصالنا، ولنتذكر من فارقونا بود وتقدير، فالقدر مكتوب، ولا شيء يخرج عن قدر الله. ما أطهر أنفاس الصبح الذي لا ينصرف الوجه به عن السفر إلى الله، وما أهدأ الفؤاد الذي يحسن الثقة والظن بالله، فلا يحارب قضاءه وقدره، ويُقبل على الحياة بأمل بكل ما فيها من ألم، مؤمناً بأن الأمل يولد من رحم الألم، وبأن الألم سر الحياة والموت. تحرر من الألم وكن كحبة الحنطة؛ تموت في الأرض لتخرج للحياة من جديد. أعطِ معنى للحياة الأولى لتعطي معنى للأخرى الخارجة عن نطاق الزمان والمكان، والمكملة لذات القيمة الإنسانية.

النضج العاطفي هو الطريق للنضج الإنساني

أن تفهم متأخراً خير من أن لا تفهم بأن الحفاظ على العلاقات سوية حتى وإن انتهت وذهبت أدراج الرياح، لا يتطلب سوى القليل من النضج العاطفي الذي يعد الجسر للنضج الإنساني القادر بدوره على تسيير السلوكيات نحو السمو والرقي. إن بلغت هذه المرحلة، ستكون من القلة الذين ستكون الرحمة ملء قلوبهم وسيكون الاحترام أساساً يبنى عليه سلوكهم في أي موقف يواجهونه مع الغير من المنتهية العلاقة بهم. كلماتك، أفعالك، وردود أفعالك ستفوح منها نفحات الفضل دون طمع في أي مقابل. لن يشوب تصرفك معهم أي شائبة إن جمعك بهم أي لقاء، ولن يبدر منك عنهم إلا الكلم الطيب، ولن يجدوا من يقف بجانبهم في حوادث الدهر سواك. ولتبلغ هذه المرحلة، سيكون عليك أن تعرف نفسك، وأن تفهمها وتحدد أي نوع من الأشخاص أنت لتضبط سلوكك ليصبح أفضل مما هو عليه، على أن تكون أميناً وموضوعياً مع نفسك، ما سيخلصك من داخلك من النوازع العمياء والمناطق الداكنة، وسيزيد رباطة جأشك ليجعل ظاهرك تماماً كما باطنك، هذا سينعكس إيجاباً على رغبتك بتحسين نفسك، فتميل لبذل الكثير منها لأجل الآخرين وتتزن نفسياً وتثبت انفعالياً دون أي قوانين سحرية.

فلسطين قضيتي

ولما اقتضت رغبة السلطان كان ما كان

ثمة دراما حقيقية على أرض فلسطين المحتلة أهملها القائمون على الإعلام المرئي، وأقصوا فكرة تجسيدها وسرد أحداثها عبر الشاشة الصغيرة في الدراما، ذلك لأنه لما اقتضت رغبة السلطان في هذا الزمان، تغلغل التطبيع مع العدو الصهيوني في دراما رمضان ٢۰۱۵ في محاولة لطمس حكايات تروي مآسي النكبة والنكسة والمجازر التي تتالت حتى يومنا، ولنسف أي ذكرى لبطولات المقاومة ورموزها ولحظاتها التاريخية عبر المراحل الزمنية المختلفة من أجل تخفيف حدة العداء لإسرائيل وإبراز أفراد الكيان الصهيوني بصورة مغايرة لصورتهم المعتادة على أنهم أعداء تاريخيون. إن هذه المحاولة ليست على قدر كاف من الذكاء، إلا أنها على قدر من الخطورة؛ حيث الترسيخ المتعمد لفكرة التطبيع في الوجدان الجمعي باستغلال السذاجة الشعبية التي هي أقرب ما تكون للغباء، كما أنها على قدر من الفساد السياسي والانحطاط الأخلاقي للساسة ومن تبعهم من بطانة طالحة منافقة ممن اعتادوا الخنوع وأدمنوا بيع الأوطان. للسابحين في الوهم الصهيوني، سنظل نقاوم التطبيع مع قتلة الشعب الفلسطيني، وسنظل نرفض ثقافتكم التي تحاولون غرسها فينا. لأولياء القهر والقرار، الحق سلاحنا وس...

خدعوك فقالوا الإفطار العلني في رمضان حرية فردية

خدعوك فقالوا: صيام شهر رمضان المبارك قناعة واعتقاد شخصي. خدعوك فقالوا: صيام شهر رمضان مشقة. خدعوك فقالوا: صيام شهر رمضان فيه مضرة للبدن والصحة. خدعوك فقالوا: الإفطار علناً أمام الملأ والمجاهرة بذلك في شهر رمضان المبارك حرية فردية. خدعوك فقالوا: تجريم الإفطار العلني في شهر رمضان المبارك هو اعتداء على حرية المعتقد نتيجة للمفهوم المنحرف للتدين والذي يدفع لمعاداة المظاهر المختلفة المنفتحة والمتحررة. إن صيام شهر رمضان ركن عظيم من أركان الإسلام وعبادة شعائرية، أي أنه فرض يلتزم به "المؤهل للصوم" المؤمن بشرع الله له وتصديقاً منه بذلك، لا مجرد تقليد أو رياء، وإن كان يشق عليه لمرض أو سفر فإنه لا يصوم ويطعم مسكيناً. والصيام بعيداً عن كونه عبادة مهذبة للنفس والروح، فهو ممارسة صحية فعّالة، إن تم تطبيقها بالشكل الصحيح، فهو يساعد على التخلص من السموم، ويقلل من نسبة السكريات في الدم، كما يعمل على خفض تخزين الدهون، بالإضافة إلى أنه يعزز العادات الغذائية الصحية، ويقوي جهاز المناعة. وبعيداً عن الرأي الديني "المنفتح"، فإن الإفطار علناً في شهر رمضان الذي اختصه الله...

الشعب المزمر

الزمور عند كل دول العالم باستثناء دولتنا الحبيبة يستخدم لتنبيه السائقين الآخرين بهدف تجنب حادث محتمل، فهو لغة التواصل والتخاطب بينهم. في الأردن استخدام الزمور لا علاقة له بالغرض الأصلي من اختراعه؛ حيث قمنا بتطوير هذا الاستخدام حتى بات الزمور يستخدم لـ: التعبير عن الغضب والتنفيس عن الانزعاج. إلقاء التحية على معارفنا من السائقين الآخرين أو المشاة. تقديم الشكر للسائقين الآخرين (المحترمين) ممن يعطوننا حق الأولوية. شتم السائقين الآخرين أو المشاة من المرتكبين مخالفات أو أخطاء مقصودة أو غير مقصودة. وداع الراكبين. الحث على الالتزام بقوانين السير. تسلية الأطفال أو ترضيتهم. التعبير عن الفرح في مواكب الأعراس والتخريج والتعبير عن البهجة بفوز مفضلاتنا من الفرق الرياضية المحلية والعالمية، أو مرشحينا في انتخابات مجلس النواب وانتخابات النقابات وأي انتخابات أخرى. استدعاء أشخاص تواعدنا واتفقنا معهم أن نقلهم، أو استدعاء حارس العمارة لمساعدتنا في حمل المشتريات، فهو بمثابة إشارة وصول. تنبيه السائقين في المقدمة على الإشارة الضوئية وحثهم على الانطلاق. إشعار الآخرين بأننا على عجلة من أمرنا...

ليس لأحد حب أعظم من هذا الحب

هو كالأسرار الإلهية، أعصى من أن يدرك، وأسمى من أن يُحد مداه، يبدأ دون استئذان ولا شرط، يشعل في النفس حرارة الروح السلام التي لا يهبها سوى خالق الروح، يحيي القلوب، ويسمعها كل ألحان الوداد، فتورق أملاً وتصفو. هو كأشعة الشمس الجريئة بنوره الساطع الذي يشع حياة وصفاء، لا تحجبه غيوم، ولا يمنعه مانع من اختراق أغوار الوجود وتحريك الأعماق، هو الحب النقي نقاء السماء، الندي كالسحاب، السخي كحبات المطر يروي الظمأ ويسقي القلب والروح غيثاً غدقاً بلا توقف ولا ملل. هو الذي تصغر أمامه الدنيا بما فيها، هو الكيان، ومستودع الحنان، هو الذي لا يعرف طريقاً للفناء، ولا درباً للإيذاء. هو الحب الذي يجمع الكيمياء والأحياء والتاريخ والفلسفة، هو الحب الذي يمنح عصارة ومذاق الألفة والمودة العالية، هو الحب الذي يسقي بساتين الحواس. هو الحب بريء الذمة، هو تلك المسحة على الرأس، وتلك القبلة من هنا والأخرى من هناك، هو ذلك العناق الذي يأتيك بسبب وبغير سبب، هو نثريات الحنان والكلمات الطيبات التي يبعثرها حنين الاشتياق من فؤاد صغير شقي سيظل طفلاً في الثانية من عمره في عيني مهما بلغ، هو ذلك "الليث" ا...

أسئلة على هامش أحداث انتخابات رئاسة الفيفا ٢۰۱۵

أكنا نصدق حقاً أن حظوظ الأمير علي بن الحسين كانت كبيرة للفوز برئاسة الفيفا؟ أكنا نصدق حقاً أن الوحدة كانت ستشق طريقاً لنفسها بين العرب خلال الانتخابات؟ أكنا نصدق حقاً أن ترشح الأمير كان سيعود بأي ثمار على المملكة على الصعيد الداخلي وعلى صعيد الرياضة الكروية المحلية؟ أكنا نصدق حقاً أن ترشح الأمير كان أكثر من مجرد تسويق سياسي ودبلوماسي خارجي للمملكة؟ أكنا نصدق حقاً أن النظرة الخارجية للدول النامية ستتبدل بفضل هذا الترشح؟ أنصدق حقاً البروباجندا الإعلامية الموجِّهة للرأي العام بعد إعلان الأمير لانسحابه؟ وأخيراً، السؤال الأهم، أنصدق حقاً أن موقفاً مشرفاً كان سيصدر في يوم ما عن الرافض لشرف المقاومة، الغارق في مستنقع العمالة الصهيونية، الخائن الذي باع أهله وقت المحنة، "جبريل الرجوب"؟

احترموا بيوت العزاء التي تؤمونها فالأيام دول

لا أحد يستطيع إنكار فقدان الاحترام وضياع الآداب في مجالس وبيوت العزاء مع تغير العلاقات الإنسانية وطبيعتها وقوتها بين الأقارب والمعارف والأصدقاء. مع ذلك، وبالرغم من كل الانتهاكات التي باتت معروفة لحرمة بيوت العزاء حالياً من حضور بأبهى الحلل والألوان خاصة السيدات، وتحويل هذه البيوت إلى صالونات اجتماعية مجانية يلتقين فيها ببعضهن، فإن لا أحد يقبل أن يتحول بيت العزاء الذي يقيمه حداداً على فقيد له من بيت يتلى فيه القرآن إلى بيت تصدح به حنجرة ماجدة الرومي في أغنيتها الشهيرة "مطرحك بقلبي" من على هاتف إحدى المعزيات. هل يا ترى من أتت معزية مرتدية اللون الأرزق الفاقع، أو متزينة بطلاء الأظافر الأحمر، أو تلك التي تكاسلت عن تخفيض صوت هاتفها، ستفرح عند حضور المعزيات على هذا النحو لتأدية الواجب ومساندتها في مصابها حين وقوعه؟ وهل بات من اللازم إطلاق وثائق شرف اجتماعية تبين آداب وقواعد السلوك أثناء التعزية؟ إن الأيام دول، أعطوا الاحترام لكي تكسبوا الاحترام.

ثقافة حرية المرأة وفكرها المتحرر في المفهوم العربي

عندما تستمع للحديث عن حرية المرأة في المجتمعات العربية حتى من تلك المرأة التي ترى نفسها بعيون متحررة مع عدم جواز التعميم، فإنك ستدرك بأن المفهوم السائد لهذه الحرية ما هو سوى بعض الكلمات الرنانة التي تصدح بها حناجر قطيع من عميان البصيرة الذين يقودهم عميان مارقون آخرون متشدقون بأفكار دخيلة فاسدة، ساعدهم الظلم الواقع على المرأة والصبغة الطاغية في تهميشها والناتجة عن مشكلة تطور الفكر وما انبثق عنها من شعارات دينية مصطنعة ومفبركة، وسلوكيات تمييزية، وتقاليد وأعراف خرقاء حولت المجتمعات إلى مجتمعات ذكورية بحتة، في سعيهم لتقليد التحرر الغربي بفكر عقيم وشعارات وسلوكيات هزيلة. عندما تستمع لهذا الحديث، ستدرك أن حرية المرأة كما يروج لها دعاة التحرر المغلوط مختزلة في الغالب بالشعور الديني والبعد الجسدي؛ إذ تم حصرها بمحاربة الله (أو القوة العظمى – كما يشاؤون تسميته)، وبمحاربة الأديان، وبمحاربة الضوابط والالتزام، وبالتحرر من الملابس، وبالتحرر الجنسي من استخدام الجسد دون رقابة وشذوذ وإباحة الإجهاض، دون الالتفات لأبعاد ومحاور أعمق وأعظم أهمية وتأثيراً. عكس ذلك تماماً هي حرية المرأة، فبمفهومها ...

نفر من الموت وفي الموت نقع

الموت أقسى فجيعة يمكن أن يواجهها الإنسان، هذا ما يعتقده الكثيرون. في الأمس القريب، كان خبر موت قريب أو صديق ينزل على المتلقين كالصاعقة، حينها كنا نرى الوجوه على الفور واجمة، والعيون دامعة، والقلوب باكية بحرقة وأسى على المتوفى. اليوم، مع مرور الأيام وكر الأعوام بما فيها من خير وشر وفرح وترح، أصبح الناس يتلقون خبر الموت ببرود كبرود الثلج، أصبحنا لا نرى في بيوت العزاء إلا وجوهاً متقنعة بالحزن ونداء الموت يقرع المسامع، وأخرى قافرة مجردة من التعبيرات، وغيرها باكية على نفسها. هي الغرق في متاهات الغفلة، أو كثرة الفقد وتعب الأرواح وإنهاك القلوب، أو أنها الطبيعة البشرية الأنانية التي تجعل من المعزي بكّاء على موتاه الأقربين، تعددت الأسباب والنتيجة واحدة؛ يتوفى المتوفى ولا بواكي له. إن الفجيعة الأشد قسوة في الحياة، أن تتداخل غرف القلوب، وتصبح أراضٍ طالتها يد الفوضى والتيه، أن تصبح أراضٍ بوار لا زرع فيها ولا حصاد، مجللة بالآلام والأحزان، أن تصبح أراضٍ لضلالات الروح والنفس الإنسانية. إن الفجيعة الأشد قسوة في الحياة، أن يسيطر الشعور بالحاجة لمنعطفات قاسية ومآزق وجودية ومفارقات أليمة تك...

لفتا المقدسية عربية عصية على التهويد

لأن إحياء ذكرى النكبة ليس من البكاء على الأطلال بشيء، إنما للحفاظ على الهوية الفلسطينية من خلال التأكيد على الارتباط بالتاريخ الماضي وبالتاريخ الحاضر والمستقبل المرتبط بالوطن، فإن هذا اليوم يأتي كفرصة لإعلان تمسك كل فلسطيني بأرضه حتى وإن كان يعيش الشتات؛ إذ أن الارتباط بالأرض ليس من الارتباط بها باسم العائلة فقط، بل من بدء حكايات الأجداد عنها. ارتباطي بقرية لفتا المقدسية بدأ من بدء حكايات "ستي" عن "البلاد" وقرية لفتا في تلك "البلاد" التي يسعى الاحتلال الصهيوني لطمس هويتها بكل ما أوتي من جبروت وطغيان، ولسرقة تاريخها وتراثها ومعالمها بعد سرقة أرضها، خاصة مع تقدمه لليونيسكو لتسجيلها كموقع تراثي إسرائيلي موهوم. في ذكرى النكبة، وبالتزامن مع انطلاق الدورة السادسة لحملة "انتماء" الدولية الهادفة للحفاظ على الهوية الفلسطينية للمهجرين في وطنهم وفي الشتات والمنافي، فإن لا إجابة تعلو على إجابة الانتماء عند السؤال عن الوطن: "أنا من لفتا المقدسية العربية"، "أنا أرض لفتا في جسد"، "أنا إحدى بنات القدس العصية على التهويد"، ...

لحظة اعتراف بطولية

لشد ما تربكني ذاكرتي التي لم تفلح قط في رتق ثقوب بعثتها وطأة أفعال وكلمات يدوي صداها أحياناً في ثنايا تلك الذاكرة حيث ينتشر رماد الوجع مهما عبرت بنفسها إلى مساحات الفرح على مدى السنين. بعيداً عن عالم المثاليات، فإن قدم الزمان، وعظم البطولة الأخلاقية والنفسية لتوديع ما مضى والقفز نحو الحاضر والمستقبل، ليسا كفيلين بالنسيان، قد يكونا كفيلين بالعفو والغفران. في حكمة ناضجة تزور المتألم متأخراً، لا بد له أن يدرك البون الشاسع الذي يفصل بين العفو والغفران، والنسيان، ففي لحظة يوريكية عقلانية بعيدة عن روح الانفعال التي غيرت مكانة من آلمه في ذاكرته، والتي انتقلت بمن آلمه من واجهة الذاكرة إلى الخلف في ترتيب الذكريات، سيكتشف بأنه ما نسيان على الإطلاق بالرغم من تداعي حجم ألمه بفعل قلبه لتلك الصفحة من حياته أو حتى تمزيقها، فقد تنبعث في يوم بعيد ما تلك الآلام من جديد، ويتسرب وميضها في ثقوب الذاكرة ولو لثوانٍ معدودات، وسيكتشف بأن العفو والغفران لا موضع محدد لهما؛ فهما مباحان للجميع، وهما أيضاً سبيله للحرية من ألمه وطريقه للمستقبل الذي لا يُبلغ إلا بقلب سليم وروح صامدة، وبأن المستقبل لا يعني ب...

I fight like a girl

 It was such a relief to have a diagnosis It’s 3 years ago today that I walked into the office of my doctor and received the diagnosis that I had a disease called “Fibromyalgia. I could barely even remember how to say it at that time. My story began since 14 years ago when I began seeking medical help for my severe migraine headache, shoulder pain and neck pain that was affecting my life to the point I could not move without major pain. I wasn't concerned at first, but when the  pain  rapidly  got worse, I decided to visit a doctor. He told me that I’m experiencing a true migraine with extreme sensitivity to light, noise and certain smells, he described to me several and different types of medicines in addition to physical therapy, but nothing helped. 5 years later, the pain was still there. So I took the decision to visit another doctor, followed by another and other. Actually I’ve visited different hospitals, many doctors for cure and none cou...