Skip to main content

خدعوك فقالوا الإفطار العلني في رمضان حرية فردية

خدعوك فقالوا: صيام شهر رمضان المبارك قناعة واعتقاد شخصي.
خدعوك فقالوا: صيام شهر رمضان مشقة.
خدعوك فقالوا: صيام شهر رمضان فيه مضرة للبدن والصحة.
خدعوك فقالوا: الإفطار علناً أمام الملأ والمجاهرة بذلك في شهر رمضان المبارك حرية فردية.
خدعوك فقالوا: تجريم الإفطار العلني في شهر رمضان المبارك هو اعتداء على حرية المعتقد نتيجة للمفهوم المنحرف للتدين والذي يدفع لمعاداة المظاهر المختلفة المنفتحة والمتحررة.

إن صيام شهر رمضان ركن عظيم من أركان الإسلام وعبادة شعائرية، أي أنه فرض يلتزم به "المؤهل للصوم" المؤمن بشرع الله له وتصديقاً منه بذلك، لا مجرد تقليد أو رياء، وإن كان يشق عليه لمرض أو سفر فإنه لا يصوم ويطعم مسكيناً.

والصيام بعيداً عن كونه عبادة مهذبة للنفس والروح، فهو ممارسة صحية فعّالة، إن تم تطبيقها بالشكل الصحيح، فهو يساعد على التخلص من السموم، ويقلل من نسبة السكريات في الدم، كما يعمل على خفض تخزين الدهون، بالإضافة إلى أنه يعزز العادات الغذائية الصحية، ويقوي جهاز المناعة.

وبعيداً عن الرأي الديني "المنفتح"، فإن الإفطار علناً في شهر رمضان الذي اختصه الله تعالى لنفسه بدليل ما رواه الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه في الحديث الثابت: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي"، ما هو إلا انتهاك لحرمة الشهر وقدسيته، وهذا الانتهاك بدوره ما هو إلا وجه من أوجه التصورات الشاذة للحرية الشخصية، كما أنه استبداد فكري للأقلية "الصائمة" باسم الحرية الفردية، إنه حق أريد به باطل.

أما في مسألة الخلاف حول تجريم انتهاك حرمة رمضان علناً، فإن هذا الخلاف لا يدور حول حرية الفرد، بل إنه يدور حول استغلال اسم الحرية الفردية إما انتقاماً من خالقه لأي سبب في نفسه الصغيرة أو ادعاءً للتميز والاختلاف جهالة، غير آبه لحرية الآخرين، فكما لا تكون حرية "القابض على دينه" في فرض نمط قبضه على دينه والمعني هنا الصيام، كذلك لا تكون حرية "غير المؤمن بشرع الله وعباداته أو المخالف لهما" بفرض ميوله الدينية.

إن هذا الانتهاك الصارخ العلني لحرمة شهر رمضان يخفي عداءً للدين وتحديداً الإسلامي وللرؤية الإسلامية وإن كانت بعيدة عن السلفية والتشدد. وإن هذا العداء لينطوي على فلسفة مبنية على أقصى صور التطرف. إن الخلاف الحقيقي لا يدور حول دفاع "غير المؤمن بشرع الله وعباداته" عن الحريات الفردية، بل إنه يدور حول الضمائر والآداب العامة واستهوان الاعتداء عليها بتحطيم قدسية الصيام في النفوس مع سبق الإصرار والترصد.

Comments

Popular posts from this blog

119 كلمة تختزل الشارع الأردني

اللهجة هي لغة الإنسان المحكية التي جُبِل عليها فاعتادها، والتي تنتمي المفردات فيها لبيئة جغرافية أو اجتماعية محددة، فتميز أهلها، وهي تعبر عن تفاصيل وأحوال الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. على الرغم من ثبات اللهجة، إلا أن مفرداتها التي لا يمكن إسقاطها أو إنكارها، قد تتبدل وتتغير من جيل إلى آخر حسب مستجدات الواقع المعاش وتأثير الزمان والبيئة المكانية والاجتماعية. وتتفرد اللهجة المحلية في الأردن بالكثير من الكلمات والمفردات والتعبيرات والتراكيب التي يتم تداولها في الشارع والمنزل والعمل وبين الأصدقاء والمعارف، وذلك على الرغم من الاشتراك في العديد منها مع لهجات الدول القريبة حدودياً. تالياً أهم 119 كلمة تختزل الشارع الأردني وتعبر عن واقعه: 1.     نشمي/ة: صفة تطلق على من به من الصفات الحميدة الكثير، وتتمثل فيه قيم الشهامة والشجاعة والإقدام وعمل الخير وغيرها. تكاد تكون حكراً على الأردنيين من الذكور والإناث.   2.     هلا عمي: مرادف لرد التحية أو رد الشكر. 3.      لغة الدواوين: اللغة المتداولة بين الشباب من الجنسين، ...

شركة كيربي الأردن وتسويقها المتواضع التائه بين النظرية والتطبيق

بعيداً عما تسوقه شركة كيربي للأنظمة المتعددة للتكنولوجيا ووحدتها لتحليل وتنقية المياه، فإن أول ما يتبادر للأذهان حالياً عند سماع اسمها هو مدى صعوبة التسويق عبر الهاتف وتحقيق الأهداف التسويقية المرجوة باعتماده كأسلوب راسخ، إلى جانب مدى عدم قدرة هذه الشركة على تطوير استراتيجيتها التسويقية وصياغة أخرى عصرية وفعالة تتناسب مع حجم الطلب والاحتياج الحقيقي للمستهلكين، وتستهدف الزبائن المحتملين والمهتمين فعلياً. منذ ما يزيد عن 5 سنوات على أدنى تقدير، من منا لم يستقبل - وما زال - دورياً على خط هاتفه المنزلي الأرضي مكالمة من أحد مسوقي شركة كيربي لأخذ موعد لزيارة منزلية من أجل استعراض أحد منتجات الشركة من أجهزة تحليل وتنقية المياه. على الأغلب لا أحد لم يحظ بفرصة استقبال هذه المكالمة التي جرت العادة على إنهائها بتذكير المسوق المتصل بأنه سبق وأن قام بزيارة مستقبل المكالمة بعد عدد اتصالات لا يحصى، وبأن المستقبل لم يرغب حينها ولن يرغب في أي وقت لاحق بشراء المنتج. الحقيقة، إن شركة كيربي تمتلك فريقاً تسويقياً يتمتع بالصبر والمثابرة، وهما صفتان من أولويات التسويق، إلا أنه لا يتمتع بالقدرة على ا...

عباءة الخال أو العم تراث بلا مجد

بالرغم من التحولات الكبيرة التي طرأت على حفلات الأعراس والتي فرضتها الرغبة بمواكبة الحداثة، ما زال الكثير من الناس يصرون على المحافظة على روح الموروث الشعبي في أعراسهم عبر اتباع بعض العادات والتقاليد القديمة، وهذا أمر جيد لا يعترض عليه أحد، لكن ما يجب الاعتراض عليه هو مجموعة العادات والتقاليد المقيتة في مضمونها كعادة ارتداء العروس عباءة خالها أو عمها. لمن لا تعلم حقيقة وقصة عادة ارتداء عباءة (عباية/ عباة/ بشت) الخال أو العم، فبقراءة سريعة لها ستجد أنها مجد كاذب قصد به جلب منفعة للخال أو العم؛ ذلك أن موافقة الخال والعم كانت مطلوبة قديماً لمباركة الزواج، فيقوم أحدهما بإلباس العروس عباءته التي تعتبر من اللباس الكامل والأصيل والموروث عن الآباء والأجداد، كدليل على حرصه على تسليم العروس لعريسها برداء الوجاهة، وكإشارة منه لمكانة العروس وأهميتها، والتأكيد على رضاه عن ذلك الزواج، إلا أن السبب الحقيقي لهذه العادة مغاير تماماً. عباءة الخال أو العم كان هدفها التودد لهما بمبلغ مالي كي يأذنا للعروس بالذهاب مع عريسها. يقال أن الخال أو العم كانا في الغالب يتنازلان عن مطلبهما المالي، إلا أن ا...