عباءة الخال أو العم تراث بلا مجد
بالرغم من التحولات الكبيرة
التي طرأت على حفلات الأعراس والتي فرضتها الرغبة بمواكبة الحداثة، ما زال الكثير
من الناس يصرون على المحافظة على روح الموروث الشعبي في أعراسهم عبر اتباع بعض
العادات والتقاليد القديمة، وهذا أمر جيد لا يعترض عليه أحد، لكن ما يجب الاعتراض عليه
هو مجموعة العادات والتقاليد المقيتة في مضمونها كعادة ارتداء العروس عباءة خالها
أو عمها.
لمن لا تعلم حقيقة وقصة عادة
ارتداء عباءة (عباية/ عباة/ بشت) الخال أو العم، فبقراءة سريعة لها ستجد أنها مجد
كاذب قصد به جلب منفعة للخال أو العم؛ ذلك أن موافقة الخال والعم كانت مطلوبة قديماً
لمباركة الزواج، فيقوم أحدهما بإلباس العروس عباءته التي تعتبر من اللباس الكامل
والأصيل والموروث عن الآباء والأجداد، كدليل على حرصه على تسليم العروس لعريسها
برداء الوجاهة، وكإشارة منه لمكانة العروس وأهميتها، والتأكيد على رضاه عن ذلك
الزواج، إلا أن السبب الحقيقي لهذه العادة مغاير تماماً.
عباءة الخال أو العم كان
هدفها التودد لهما بمبلغ مالي كي يأذنا للعروس بالذهاب مع عريسها. يقال أن الخال
أو العم كانا في الغالب يتنازلان عن مطلبهما المالي، إلا أن الحقيقة أن الخال
والعم كانا يستغلان هذه المناسبة في تقليد لسادتهما من سماسرة الزواج الذين أضلوهما
السبيل للحصول على حفنة من المال بلا عمل أو جهد تحت مسمى نقوط أهل العروس
مقابل العباءة، مما جعل عباءة الإكرام والعز تتحول لعباءة جشع الخال والعم، وعباءة الذل والمهانة
للعروس.
للأسف، الكثيرات من عرائسنا
الجميلات ممن يملن نحو الأصالة ويرغبن بالتزين بالأثواب التقليدية لا يعلمن حقيقة ودلالة
هذه العباءة المخجلة، فيسارعن لارتدائها فوق الثوب الأبيض، مكتسيات بتراث
لا مجد فيه.
Comments
Post a Comment