النضج العاطفي هو الطريق للنضج الإنساني

أن تفهم متأخراً خير من أن لا تفهم بأن الحفاظ على العلاقات سوية حتى وإن انتهت وذهبت أدراج الرياح، لا يتطلب سوى القليل من النضج العاطفي الذي يعد الجسر للنضج الإنساني القادر بدوره على تسيير السلوكيات نحو السمو والرقي.

إن بلغت هذه المرحلة، ستكون من القلة الذين ستكون الرحمة ملء قلوبهم وسيكون الاحترام أساساً يبنى عليه سلوكهم في أي موقف يواجهونه مع الغير من المنتهية العلاقة بهم. كلماتك، أفعالك، وردود أفعالك ستفوح منها نفحات الفضل دون طمع في أي مقابل. لن يشوب تصرفك معهم أي شائبة إن جمعك بهم أي لقاء، ولن يبدر منك عنهم إلا الكلم الطيب، ولن يجدوا من يقف بجانبهم في حوادث الدهر سواك.

ولتبلغ هذه المرحلة، سيكون عليك أن تعرف نفسك، وأن تفهمها وتحدد أي نوع من الأشخاص أنت لتضبط سلوكك ليصبح أفضل مما هو عليه، على أن تكون أميناً وموضوعياً مع نفسك، ما سيخلصك من داخلك من النوازع العمياء والمناطق الداكنة، وسيزيد رباطة جأشك ليجعل ظاهرك تماماً كما باطنك، هذا سينعكس إيجاباً على رغبتك بتحسين نفسك، فتميل لبذل الكثير منها لأجل الآخرين وتتزن نفسياً وتثبت انفعالياً دون أي قوانين سحرية.

Comments

Popular Posts