دلائل مشروعية العمليات الاستشهادية تقول قاوم ولا ترحم يا فسلطيني
العمليات الاستشهادية القائمة على تفجير
النفس بين الأعداء أو الاقتحام عليهم أو دفعهم إلى المهالك من أجلى صور الجهاد في
زماننا، وليست من الانتحار بشيء؛ ذلك أن الانتحار بالمفهوم الفقهي هو إزهاق النفس وإلقائها
إلى التهلكة دون مبرر شرعي، بينما الاستشهاد هو من طرائق قضاء الأجل في سبيل الله
بأرض المعركة والحرب، وفي سبيل نصرة الدين أو الدفاع عن الوطن، فمن مات أو قتل دون
ماله فهو شهيد، ومن مات أو قتل دون أهله فهو شهيد، ومن مات أو قتل دون دينه فهو
شهيد، ومن مات أو قتل دون دمه فهو شهيد، علماً بأن لفظة "دون" تعني:
الدفاع عن، وفي ذلك تفريق بين الأعمال الانتحارية التي تتم بلا هدف ويحاول المقدم
عليها أن يضع حداً لحياته ضجراً وكراهية لها أو تلك التي تتم باسم الدين بعيداً
عنه من منطلق الجهل التام لدى المقدم عليها، وبين الأعمال الاستشهادية التي تتم
نكاية في العدو خاصة إن كانت ساحة الحرب معه مفتوحة كما في أرض فلسطين.
وبعد التفريق لغوياً وفقهياً بين العمليات
الانتحارية والاستشهادية، فإن قول الحق في مواضع عدة تؤكد على مشروعية العمليات
الاستشهادية. ومن هذه المواضع قوله: "أعدّوا لهم ما استطعتم من قوّةٍ ومن
رباط الخيل ترهبون به عدوَّ الله وعدوَّكم"، وقوله: "فإما تثقفنّهم في
الحرب فشرِّد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون"، وقوله: "فتربصوا إنا معكم
متربصون"، بالإضافة لقوله: "هل تربصون بنا إلا إحدی الحسنيين ونحن نتربص
بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا".
وعليه، فإن أي مدني من الصهاينة على أرض
فلسطين يعتبر عدواً لكل فلسطيني، وذلك كونه مستوطناً ومشاركاً في الحرب بمحض
إرادته وبتوقيع من قدميه عندما وطئتا أرضها وداست حوافرهما حق الكبير والصغير فيها، سالباً ومدمراً كل ما لهم من أرواح الأهل والأقارب والأصدقاء بالإضافة للمقدسات
والممتلكات الشخصية والعامة وبأبشع الطرق وأكثرها بعداً عن الإنسانية والتحضر والأخلاق.
إن العمليات الاستشهادية هي جهاد مشروع ولا
يكون الذي يقوم بها ممن يلقي بنفسه إلى التهلكة أو يعتدي على الغير دون إنسانية
وأخلاق، فمن أفتى بغير ذلك ومن آمن بغير ذلك فهو إما من أصحاب المعتقدات والمبادئ
والأخلاق الملوثة التي تتحكم المصلحة بها وتوسع انتشارها غياب النفرة للجهاد الحق،
أو أنه من أصحاب العقول الفارغة التي يسهل قيادتها من قبل الفئة القذرة الأولى، فيا أيها المدافعون عن الأعداء فلتنظروا فيما اقترفت يد العدو ولتعيدوا النظر في مفهوم
الإنسانية المغلوط لديكم، وطوبی لمن باع
نفسه لله وللوطن وذاق حلاوة التضحية فغبر أقدامه في سبيلهما وعفر جبهته بتراب
الرباط في ميادينه وعلى ثغوره.
Comments
Post a Comment