الغريب
هو الأضداد إذ جمعت؛ هو المتطرف الساخط العسر، هو الباحث عن
الحقيقة كلما غربت، هو من لا يغريه القطيع ولا تعميه كل
بديهية ولا الأقنعة كيفما اصطنعت.
هو شوق الدرويش؛ هو الحر الذي لا تستعبده تجارة ولا يلهيه هوى متبع عن ذكر
الله. هو الذي لا تشوبه ملوثات الدنيا ولا مفاهيم الحضارة الحديثة برواسبها؛ هو
الذي لا يحيد عن الحق وإن وقف على مداخل الشيطان، هو الذهب في معدنه فتسمو به
المواقف إلى عبق الجمال، هو الذي غايته للانتهاء ابتداء.
هو رجل الأرض وسيدها، هو البذرة
المعطاءة لشجرة طيبة سخية أصلها ثابت وفرعها في السماء، ثمارها صدق وشفافية
الأخلاق، والكرم في الرضى والأثَرَة، والنبل واللين في الخصومة، والتواضع مع
الرفعة، وطيب القلب الأبيض بياض الثلج، وإشراقة المحبة، وتجليات الروح النقية التي تنبثق
من بين ثناياها ومضات ضوء بلورية تضيء العمر.
أياً كان، لله دره من رجل قادم من الزمن الجميل، غريب في
زمن الثرثرة.
Comments
Post a Comment