Skip to main content

كن مستعداً لجيوش المساطيل

جيوش مجيشة مؤلفة من فرسان جيل التغيير ممن هبطوا في مدارج الحضارة من الإناث والذكور على حد سواء، سيتهاوون بالأمة إلى الحضيض فوق تهاويها إلى ذيل الأمم. هم من الآتين ذكرهم:

-         عشاق للمظاهر الزائفة، يحكمون على الأشخاص بناء عليها، فنوع المركبة والهاتف وطراز كل منهما هو مدخل احترامهم للآخرين.
-        تغلب عليهم ظاهرة الرؤوس المطأطأة على الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، فهم ممن يحلون قضية الشرق الأوسط من منابرهم الافتراضية.
-         أغنيتهم المفضلة: "العو العو"، فهي الأغنية متكاملة العناصر من حيث الكلمات التافهة التي لا تحمل أي مضمون أو فكرة، والصوت الضوضائي للمؤدي، والألحان المجلجلة غير الموزونة، والوجه الحسن من العاريات، بالإضافة إلى الظهور الكثيف للمركبات الشبابية الرياضية.
-         كتابهم المفضلون: نادر الرنتيسي وأحمد حسن الزعبي وباولو كويلو.
-         كوميديوهم المفضلون: حسين طبيشات ومحمد لحام ورجائي قواس.
-         صفحاتهم المفضلة على الفيسبوك: "المحشش الأردني الإلكتروني"، و"الليدي جاجا"، وفي أحسن الأحوال: "ثقف نفسك بنفسك" و"قناة ديسكفري".
-         مواقعهم الإخبارية الأولى: "سرايا" و"عمون"، وفي أحسن الأحوال "خبرني".
-         برنامجهم المفضل: "نجم العرب"، و"ستار أكاديمي".
-         بناطيلهم المفضلة: "البناطيل الضيقة ذات الخصر المنخفض/ هيب هوب سكيني جينز" بألوان زاهية أبرزها الزهري والأخضر.
-         متهالكون في ادعاء المعرفة ومطالعة الكتب، وعلى الرغم من ذلك، ثقافتهم سطحية مادية ترسخ لقيم استهلاكية تجعلهم ينظرون للقشور ويغرقون في ثقافة التباهي.
-         متعلمون لكن جهلة.
-         أفكارهم لا تتماشى مع الضوابط، ومستقاة من أفكار الآخرين ممن يتبعون لهم.
-         متمردون بالظاهر على التقاليد والأعراف والعادات على الرغم من انصياعهم لها في الخفاء.
-         وطنيون أو معارضون حسب المقتضيات الشخصية للمرحلة.
-         ذوو أخلاق لكنهم أنانيون يغلبون مصلحتهم الشخصية على المصلحة العامة أو مصلحة الجماعة.
-         ملتزمون محافظون تارة، ومنفتحون على الآخرين بما يخرج عن الإطار الصحيح للعلاقات. التناقض واللامبدأ سمتهم.
-         تواقون للحرية دون ثقافة أو تخطيط، يكبلون أنفسهم بقيود العبودية والتبعية للآخر وبقيود الثقافة الدخيلة والغريبة عنهم.
-         انتماءاتهم ضيقة.
-         تشغلهم قضايا بحجم رأس الدبوس عن قضايا عظيمة بعظمة دائرة العروبة؛ حيث تشغلهم مؤخرة كيم كردشيان وفستانها السحري عن القضية الفلسطينية وعن التنمية المجتمعية وغيرها.
-         يجيدون التقليد الأعمى والتقوقع في قوالب مصنوعة مسبقاً.
-   محترمون لكن "زعران".

ومع هذه الجيوش بسماتها فاحشة القبح، يعتقد من يعتقد أننا نعيش في ظل مظاهر التقدم والحضارة، إلا أننا في حقيقة الأمر واقفون على القشور، ومن يقف على القشور يغرق في بحر الغرور والحمق بعد الوقوع في فخ الحضارة ومفاهيم الحداثة. جيوش التغيير فرسانها بلا خيول، وخيولهم المفقودة ليست أصيلة.

Comments

Popular posts from this blog

119 كلمة تختزل الشارع الأردني

اللهجة هي لغة الإنسان المحكية التي جُبِل عليها فاعتادها، والتي تنتمي المفردات فيها لبيئة جغرافية أو اجتماعية محددة، فتميز أهلها، وهي تعبر عن تفاصيل وأحوال الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. على الرغم من ثبات اللهجة، إلا أن مفرداتها التي لا يمكن إسقاطها أو إنكارها، قد تتبدل وتتغير من جيل إلى آخر حسب مستجدات الواقع المعاش وتأثير الزمان والبيئة المكانية والاجتماعية. وتتفرد اللهجة المحلية في الأردن بالكثير من الكلمات والمفردات والتعبيرات والتراكيب التي يتم تداولها في الشارع والمنزل والعمل وبين الأصدقاء والمعارف، وذلك على الرغم من الاشتراك في العديد منها مع لهجات الدول القريبة حدودياً. تالياً أهم 119 كلمة تختزل الشارع الأردني وتعبر عن واقعه: 1.     نشمي/ة: صفة تطلق على من به من الصفات الحميدة الكثير، وتتمثل فيه قيم الشهامة والشجاعة والإقدام وعمل الخير وغيرها. تكاد تكون حكراً على الأردنيين من الذكور والإناث.   2.     هلا عمي: مرادف لرد التحية أو رد الشكر. 3.      لغة الدواوين: اللغة المتداولة بين الشباب من الجنسين، ...

شركة كيربي الأردن وتسويقها المتواضع التائه بين النظرية والتطبيق

بعيداً عما تسوقه شركة كيربي للأنظمة المتعددة للتكنولوجيا ووحدتها لتحليل وتنقية المياه، فإن أول ما يتبادر للأذهان حالياً عند سماع اسمها هو مدى صعوبة التسويق عبر الهاتف وتحقيق الأهداف التسويقية المرجوة باعتماده كأسلوب راسخ، إلى جانب مدى عدم قدرة هذه الشركة على تطوير استراتيجيتها التسويقية وصياغة أخرى عصرية وفعالة تتناسب مع حجم الطلب والاحتياج الحقيقي للمستهلكين، وتستهدف الزبائن المحتملين والمهتمين فعلياً. منذ ما يزيد عن 5 سنوات على أدنى تقدير، من منا لم يستقبل - وما زال - دورياً على خط هاتفه المنزلي الأرضي مكالمة من أحد مسوقي شركة كيربي لأخذ موعد لزيارة منزلية من أجل استعراض أحد منتجات الشركة من أجهزة تحليل وتنقية المياه. على الأغلب لا أحد لم يحظ بفرصة استقبال هذه المكالمة التي جرت العادة على إنهائها بتذكير المسوق المتصل بأنه سبق وأن قام بزيارة مستقبل المكالمة بعد عدد اتصالات لا يحصى، وبأن المستقبل لم يرغب حينها ولن يرغب في أي وقت لاحق بشراء المنتج. الحقيقة، إن شركة كيربي تمتلك فريقاً تسويقياً يتمتع بالصبر والمثابرة، وهما صفتان من أولويات التسويق، إلا أنه لا يتمتع بالقدرة على ا...

عباءة الخال أو العم تراث بلا مجد

بالرغم من التحولات الكبيرة التي طرأت على حفلات الأعراس والتي فرضتها الرغبة بمواكبة الحداثة، ما زال الكثير من الناس يصرون على المحافظة على روح الموروث الشعبي في أعراسهم عبر اتباع بعض العادات والتقاليد القديمة، وهذا أمر جيد لا يعترض عليه أحد، لكن ما يجب الاعتراض عليه هو مجموعة العادات والتقاليد المقيتة في مضمونها كعادة ارتداء العروس عباءة خالها أو عمها. لمن لا تعلم حقيقة وقصة عادة ارتداء عباءة (عباية/ عباة/ بشت) الخال أو العم، فبقراءة سريعة لها ستجد أنها مجد كاذب قصد به جلب منفعة للخال أو العم؛ ذلك أن موافقة الخال والعم كانت مطلوبة قديماً لمباركة الزواج، فيقوم أحدهما بإلباس العروس عباءته التي تعتبر من اللباس الكامل والأصيل والموروث عن الآباء والأجداد، كدليل على حرصه على تسليم العروس لعريسها برداء الوجاهة، وكإشارة منه لمكانة العروس وأهميتها، والتأكيد على رضاه عن ذلك الزواج، إلا أن السبب الحقيقي لهذه العادة مغاير تماماً. عباءة الخال أو العم كان هدفها التودد لهما بمبلغ مالي كي يأذنا للعروس بالذهاب مع عريسها. يقال أن الخال أو العم كانا في الغالب يتنازلان عن مطلبهما المالي، إلا أن ا...