علي فودة الحاضر الغائب

من كان يعرف علي كان يتوقع له الشهادة... هذا ما قاله فهمي الكتوت

كان علي مثقفاً يسارياً وأديباً وشاعراً ملتزماً، قدم خمسة دواوين شعر وروايتين، عبرت أعماله عن شخصيته المتمردة على الواقع العربي، رافضاً الظلم برؤية إنسانية أممية مناضلاً من أجل العدالة والمساواة متأثراً بالفكر الاشتراكي، عمل مدرساً في مدرسة أم عبهرة في ناعور بعد تخرجه من دار المعلمين في حواره، بعد أن أتم دراسته الثانوية في طولكرم. عرف المعاناة منذ نعومة أظفاره عاش مشرداً كبقية أبناء شعبه بعد نكبة فلسطين وقيام الكيان الصهيوني على أرض وطنه، كما عاش يتيماً بعد وفاة والدته وهو في سن الطفولة.

فضل علي فوده الابتعاد عن الأطر الحزبية لكنه بقي يساري الهوى، وصف بالشاعر المقاتل والرصيفي والذئبي والمشاكس، فكتب أجمل القصائد الوطنية التي رددتها الأجيال. قد لا يعرف الكثيرون من هو صاحب الكلمات الرائعة في قصيدة "الفهد" التي غناها مارسيل خليفة والتي لا يعرف معظم سامعيها أنها لهذا الشاعر المبدع، ومنها:
إني اخترتك يا وطني
حباً وطواعية
إني اخترتك يا وطني
سراً وعلانية
إني اخترك يا وطني
فليتنكر لي زمني
ما دمت ستذكرني
يا وطني الرائع يا وطني..

في العام 1976 غادر الشاعر عمّان إلى بغداد حيث كتب هناك بعض قصائد مجموعته (منشورات سرية للعشب) ثم انتقل فترة قصيرة إلى الكويت ثم استقر به المطاف في بيروت في العام نفسه لينضم إلى صفوف المقاومة الفلسطينية إلى جانب عدد كبير من المثقفين والمبدعين ممن وجدوا خلاصهم مرتبطاً بالمقاومة وفعاليتها، وقد تعرض الشاعر فوده للسجن في بعض الفترات.

ولعل علي فودة الشاعر الوحيد الذي قرأ نعيه وتابع وقع موته على أصدقائه، إذ أصيب بشظية في أحد شوارع بيروت، ونقل إلى المستشفى، فأذيع نبأ موته وكتب أصدقائه مراثيهم ووداعهم، ولكن الشاعر استيقظ مؤقتاً من الموت لمدة يومين ليقرأ ما كتب عنه في الصحف، وليرى كم يحبه الآخرون، ثم عاد إلى الموت النهائي في 20 – 8 – 1982.

وحين مات، كان كل شيء قد سبق أن كتب عنه، فنُشر نعيه الثاني في أسطر قليلة في الصحف، ولم ينتبه أحد لموعد تشييع جنازته.

أصدر الشاعر علي فوده خمس مجموعات شعرية وروايتين وأعماله هي ...
المجموعات الشعرية:
1. فلسطيني كحد السيف: دار عويدات، بيروت/ 1969
2. قصائد من عيون امرأة: دار عويدات ، بيروت / 1973
3. عواء الذئب :منشورات فلسطين الثورة ( م . ت . ف الإعلام الموحد ( 1977
4. الغجري: دار عويدات، بيروت / 1981
5. منشورات سرية للعشب : دار العودة واتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، بيروت / 1982
الروايات:
1. الفلسطيني الطيب: دار ابن خلدون، بيروت / 1979

2. أعواد المشانق: عمّان / 1983


Comments

Popular Posts