Skip to main content

Posts

Showing posts from April, 2015

شيزوفرينيا الحجاب.. الحجاب "المودرن" بين مد التجديد وجزر التقليد

ربطات تظهر الأعناق، وأخرى تظهر الآذان، وثالثة تظهر غرة الشعر، ملابس ضيقة أو شفافة، تنانير قصيرة مع أحذية طويلة الساق. ربما تكون هذه السلوكيات من أصدق البراهين على أعظم أمراض القلوب الخبيثة والمتفشية في أيامنا. الغفلة والانقياد الأعمى للآخرين ومتابعتهم بلا وعي وحجة، مرضان خبيثان يجرفان المحجبة للاستهتار بحجابها وتطويعه لفنون الموضة الزائفة التي تم استحداثها استجابة للمغريات وتحايلاً على القيم الدينية في ظاهرة يصلح تسميتها بظاهرة شيزوفرينيا الحجاب. الحجاب، وبعيداً عن الجدلية المغرضة الواسعة حول حكمه على الرغم من ثبات هذا الحكم بالأدلة في القرآن والسنة، لم يكن يوماً عائقاً أمام الاهتمام بالمظهر والأناقة ومواكبة الموضة ضمن الضوابط الشرعية، كما أنه لم يكن يوماً ولن يكون عائقاً أمام تقدم وحرية من ترتديه، إلا لمن تبنت عقلية القطيع فسُيِّرَت إلى ذهنية الإمعة والجريان مع كل ريح، وشُرِّبَت شيزوفرينيا الحجاب، فباتت راغبة بالتمرد عليه لضعف إيمانها، وجهلها بأحكام الدين الإسلامي، واستقائها من اللوثات المعادية للدين باسم الحرية الشخصية والثقافة اللادينية ومن المغالطات الفكرية المقصودة وغير ...

عوفر والمسكوبية ما هي الفصل الأخير

لأنه لا كلمات وعبارات تفي أسرانا وأسيراتنا في المعتقلات الإسرائيلية حقهم، ولأنه لا احتفالات بيومهم تعنيهم أو تغنيهم عن حريتهم التي سلبت منهم في سبيل قضيتهم، لن أتحدث عن أوضاعهم الحياتية الصعبة في ظل قائمة طويلة من الانتهاكات كالتعذيب، والإهمال الطبي، والعزل الانفرادي، والحرمان من الزيارات، وابتزاز الأطفال، وسوء الطعام، واقتحام الغرف، والتفتيش الليلي، وفرض الغرامات المالية، وعمليات التنكيل المستمرة، بل سأكتفي بالتذكير بأن "بوصلة لا تشير إلى القدس مشبوهة"، وبأن فلسطين المحتلة عربية منذ أن استوطنها الكنعانيون من العرب البائدة، وبأن العدو الصهيوني المحتل وحليفته الإمبريالية الأمريكية يسعى جاهداً لتغييب عروبة الأرض من خلال سياسة التهويد ونقل التركيز من هوية الأرض إلى هوية السكان. وللوقوف على تاريخ أرض وسكان فلسطين المحتلة، فإن الموقعين الإلكترونيين http://www.palqa.com/index.php?module=old_history&id=6 ،  و https://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=35587 جاءا كهدية لشباب يحبون فلسطين ولكنهم اكتشفوا أن العاطفة وحدها لا تكفي، وأن الجهل هو عدوهم الأول. وفي يوم الأ...

عندما يصنع القانون جريمة التحرش

بمناسبة أسبوع التدوين ضد التحرش، والذي يعتبر أبسط تعريف له أنه سلوك جنسي مباشر أو غير مباشر، جسدي أو لفظي أو بالنظر والإيماءات، فإنه لا بد من إطلاله سريعة على واقع الحال في الأردن. في السنوات الأخيرة وصل منسوب التحرش الجنسي في الأردن إلى مستويات عالية مترافقة مع مستويات غير مسبوقة من القبول الاجتماعي لهذه الجريمة وفقاً للعقل الجمعي في المجتمع، ونظراً لضعف التشريعات المتعلقة بهذه الجريمة؛ حيث أن قانون العقوبات الأردني لا يجرم التحرش، كما أنه لا يتضمن عقوبة محددة أو تعريفاً واضحاً ومحدداً للتحرش إلا من خلال العمل المنافي للحياء بموجب أحكام المادة ٣٢۰، أي أن قانون العقوبات لا يحتوى ما يسمى بالتحرش الجنسي، علماً بأن التحرش بأشكاله المختلفة يعتبر شرعاً من المحرمات مثل كل ريبة ومعصية حكمها وعقوبتها كتلك المعاصي التي لا حد أو قصاص أو كفارة فيها. وحسب هذا القانون الأخرق الضئيل في شكله ومضمونه، فإن التحرش الجنسي لا يعد مصطلحاً قانونياً، إنما اجتماعياً، وإن من يُقبض عليه في حال وجود شكوى ضده عن مثل هذا النوع من الجرائم الجنحوية لا تتعدى عقوبته الحبس ٦ أشهر أو غرامة ۵۰ ديناراً، غير آخذ ...

الحروف أوائل السور

  عشرون حرفاً للمعاني جَمعت خمس وخمس سورتان تكمّلت، ترى السر فيها إن سألت معلماً يراك إذا فيها معان تشرّعت، فمنها قضاء الحاجات قد شاع ذكرها ومنها لرد الخصم إذ هي جُربت، تكلم أهل العلم فيها بأسرهم وقالوا حُصنتَ بذا الذي انتظمت. الحروف أوائل السور أعيت من يفسرها، فاختلف المفسرون فيها، فمنهم من قال هي مما استأثر الله بعلمه بها، ومنهم من اجتهد في تفسيرها فاختلفوا في ذلك، ومنهم من قال بأنها فواتح افتتح الله بها القرآن، وقيل أنها من أسماء السور ومن أسماء الله، وفيها اسمه الأعظم الذي لا يعلمه غيره. من هذه التفسيرات لبعض الحروف أوائل السور على سبيل المثال، التالي: الحروف أوائل السور، مثلها كغيرها من آيات القرآن؛ تحتاج لمفسرين ذوي ثقافة عالية وقدرة على التحليل للوصول لتفسيرات ترد التناقض المزعوم بين العقل والنقل. للوصول للمفتاح المؤدي لبلوغ مثل هذه التفسيرات، قام مقدم البرامج السعودي، لؤي الشريف بالمحاولة التي يبينها الفيديو التالي، وهي محاولة تستحق التقدير وتسلط الضوء على أهمية الثقافة لدى رجال الدين.

اضبطوا لايكاتكم

لا يكاد التواصل البشري الحقيقي والحي يجد   لنفسه   موطئ قدم بين الأقارب والأصدقاء والزملاء والمعارف حتى يخبو في ظل اللقاءات التي تتم في العالم الافتراضي المليء بالمشاعر الفقاعية الباردة التي أفرزتها شبكات التواصل الاجتماعي التي لم تكتفِ بدورها بافتراس العلاقات الاجتماعية وتسطيحها، بل إنها أفقدت الناس حلاوة التواصل بالكلام أو الرغبة بهذا التواصل، ذلك أنها أتت على المشاعر والعواطف التي تعد أهم الفطرات الإنسانية وقوام الدفء الإنساني، فجففتها. اليوم، ومع الانتشار المخيف لموقع الفيسبوك رغبة في اللحاق بركب الحضارة وعصر السرعة المزعوم، بات الناس يعبرون عن مشاعرهم بالرموز الإلكترونية الجوفاء التي لا تقترب من ملامسة القلوب فلا تؤثر فيها، فهي كالكلمات المضللة الخالية من المعنى والقصد. وما يزيد من حجم المأساة المستعرة، أن استخدام الرموز الإلكترونية لم يعد كما كان في بداياته من حيث الهدف؛ إذ لم يعد على سبيل المثال زر الإعجاب "اللايك Like " وسيلة للتعبير الإلكتروني عن الإعجاب الحقيقي بمنشور أو تعليق أو صورة، بل بات مجاملة وتبادل إعجاب، بات مجرد رد فعل لإشعار صاحب المنشور بالرغبة...

أعطوا الطريق حقه

لأن الصلاة وفادة إلى الله، وعمود الدين ووجهه، وقربان كل تقي، فإنه من الواجب تأديتها مستوفية كامل حقوقها التي لا تقتصر على حقوق الجوارح، إنما تشمل حقوق الأفعال المتمثلة في حقوق الآخرين. إذا استحضر المصلون هذا المعنى، لا بد لهم أن يدركوا أن حقهم في أداء فريضة الصلاة في المسجد يمنعهم من الاعتداء على حقوق الآخرين في استخدام الطريق بسهولة، فلا يقدمون على إغلاقها بمركباتهم المركونة بشكل عشوائي ومخالف يضيق على المركبات العابرة أو يعيق حركة مرورها تماماً. إذا استحضر المصلون هذا المعنى، لا بد لهم أن يدركوا أن التسبب في إعاقة مرور المركبات عند المساجد في أوقات الصلاة يدخل في إطار انتهاك حرمة الطريق وإنزال الأذى الذي تتعدد صوره ومنها إعاقة المرور، والذي أُمِرنا بإماطته وكفه عنها. إذا استحضر المصلون هذا المعنى، لا بد لهم أن يدركوا أن بذلهم للخير الذي وعد الله تعالى الإيفاء به لا يكون فقط بالامتناع عن الاعتداء المباشر على حقوق الآخرين كأكل اموالهم واستباحة بيوتهم وغيرها، بل يشمل أيضاً الامتناع عن الاعتداء غير المباشر على حقوقهم والكف عن الإضرار بهم، فإعاقة حركة المرور على الطريق تتسبب...

من تواضع لله رفعه أيها المصاب بجنون العظمة

آيتان كنزان من تحت عرش الرحمن، وصى بهما الإنسان، إن تفكر بهما قصر اللسان وتواضع لخالقه وللأعيان. قال الرحمن:  (ولا تمشِ في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختالٍ فخورٍ)، كما قال: (ولا تمشِ في الأرض مرحاً إنك لن تخرِق الأرضَ ولن تبلغَ الجبالَ طولاً)، في أمر صريح بالتواضع ونبذ الفخر والخيلاء، فلا يجوز للإنسان أن يرى نفسه على غير حقيقتها وعلى أعز مما هي عليه في الواقع، كما لا يجوز أن يعدد مناقبه كِبَراً، فذلك من أخلاق الجاهلية، ومن يقترف ذلك فهو كما ورد في رواية مسلم: (أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه وأغيظه عليه). قد يحاججك ذلك المختال عندما تتلو عليه هذه الكنوز بكنز رحماني آخر جاء في قوله تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث)، وسيحاججك، حينها قل له: إن غاية التحدث بالنِعَم هي شكر الله، والنعمة شكرها يكون بثلاثة: الاعتراف بها باطناً والإقرار بأنها من فضل الله، والتحدث بها وبفضل الله ظاهراً، وصرفها في مصارف ترضي المتفضل بها والاستعانة بها على طاعته. قل له أن من يشكر نعم الله بغير تلك الثلاثة ومن يرتدي قناع الزيف ويتقمص دوراً ليس دوره، فإنما هو سالك لطريق الضلال ليواري سوءاته. ...

التحرش أزمة تربية وصراع قيم

التحرش ليس بالظاهرة الوليدة حديثاً، فلطالما تعرضت الفتيات من مختلف الفئات العمرية لشتى أنواع التحرش سواء كان لفظياً أو إيمائياً أو إباحياً أو جسدياً في مشهد كاد أن يصبح من مشاهد الحياة اليومية التي لم يعد نطاق حدوثها يقتصر على الشوارع والأماكن العامة، بل تغلغل حتى في عيادات الأطباء. الانتشار الواسع للتحرش وأسلوب التعامل مع واقعة التحرش والمتحرش بلاء، إلا أن البلاء الأعظم الذي يسترعي انتباه كل صاحب بديهة وبعد نظر هو ردة فعل الجماهير المتجمهرة في مكان الواقعة. منذ زمن ليس بالبعيد، كان ما يزال هناك القليل من النخوة والشهامة لمساعدة الفتاة في التصدي للمتحرش ومنعه عن مواصلة سلوكه المريض ومعاقبته بطريقة أو بأخرى والتي من أهمها الإبلاغ، لكن في ظل التغيرات في التفاعلات الاجتماعية وانحراف مسار هذه التفاعلات نظراً لتغير مفاهيم القيم والسلوكيات المبنية بالاعتماد عليها، باتت ردة فعل هذه الجماهير لا تتجاوز أكثر من المشاهدة، لا شيء سوى الاكتفاء بمشاهدة الواقعة ورصد تطوراتها من بعيد بداعي الفضول. البحث في ظاهرة التحرش، والوقوف على أسبابها يطول بمقدار ما سيطول العمل على نبذها كلياً في المجتم...

للسبابة استخدامات أخرى عند الأردنيين

لطالما كانت استخدمات السبابة، الإصبع الثانية بعد الإبهام، تتمحور حول الإشارة للأشياء، أو للتهديد والتحذير، أو حتى للإيماء بمعاني النصر، أو للإشارة للرقم واحد دون النطق ببنت شفة، مع عدم الإغفال عن استخدامها للتشهد. لكن مع تغير الأزمان وصولاً لعصرنا الحديث، تطورت استخدامات السبابة حتى باتت الإصبع الأساسية في تحريك الماوس وغيرها من الاستخدامات. في الأردن، تطورت استخدامات السبابة خاصة لدى الذكور على اختلاف فئاتهم العمرية وخلفياتهم الاجتماعية، حتى أصبحت وسيلتهم الوحيدة لنبش أنوفهم بعدد مرات وأماكن تشير لتحولها إلى ما يشبه اللزمات العصبية، أو على أدنى تقدير إلى عادات منفرة للآخرين دون إدراك ممن يمارسها بأنه يقوم بشيء مقزز. الكلام واضح، الكلام موجه للرجال لا للأطفال؛ إذ أن الأطفال قد لا يدركون ولا يحسبون سلوكياتهم ودلالاتها وتبعاتها، لكنها غير ذلك لدى الرجال البالغين الناضجين الذين يفترض أنهم على دراية تامة بأن الأنسجة التي يقومون باستخراجها من أنوفهم لن تذهب بعيداً إلى الفضاء، بل ستلتصق بثيابهم أو على مقاعدهم أو مكاتبهم أو نوافذ مركباتهم، أو على الآخرين الذين يقفون على مقربة منهم. ...

السر يكمن في الصدق

عندما يدور الحديث عن   أحلام الفتيات والشباب الوردية، تقفز ليلة الزفاف إلى الأذهان على الفور، على اعتبار أن تحقيق هذا الحلم بات صعب المنال لعدة أسباب وعوامل معروفة. صحيح أن الزواج فطرة كونية، وأنه وسيلة الإنسان لإحداث تغيير في حياته، وقد يكون من أجل السير على خطى الغير عند البعض، إلا أنه ودون أدنى شك ليس الحلم الأكبر، فكم من الزيجات صمدت واحتفظ أصحابها ببريق الحب فزاد نضجه، وكان سبباً في توطيد العلاقة بين الأزواج؟ في أحلام وهواجس الزواج، يجب أن تتمحور الكبرى منها حول استمرارية الزواج، فالسحر ليس بالحصول على زوج أو زوجة، بل بالحصول على شريك أو شريكة العمر، وإدامة الزواج بهذا الشريك، وإيجاد السعادة والتكيف وتخطي العقبات معه، والعمل على إسعاده في المقابل. ولمن أراد لذلك سبيلاً، فإن التمتع بالصدق يكفي؛ صدق الحب، وصدق النية، وصدق الوعد، وصدق الالتزام، وصدق الفعل، فهو السر المصون والجوهر المكنون لحب وود يسمو بالقلوب نحو إبصار السحر والجمال في الآخر وامتلاك ما لا يشترى بالأموال، ونحو إكرام النفس النقية المعطاءة بنقاء وعطاء مماثل، نحو ميثاق غليظ بحق، وقادر على الثبات في وجه م...