Skip to main content

Posts

خدعوك فقالوا الإفطار العلني في رمضان حرية فردية

خدعوك فقالوا: صيام شهر رمضان المبارك قناعة واعتقاد شخصي. خدعوك فقالوا: صيام شهر رمضان مشقة. خدعوك فقالوا: صيام شهر رمضان فيه مضرة للبدن والصحة. خدعوك فقالوا: الإفطار علناً أمام الملأ والمجاهرة بذلك في شهر رمضان المبارك حرية فردية. خدعوك فقالوا: تجريم الإفطار العلني في شهر رمضان المبارك هو اعتداء على حرية المعتقد نتيجة للمفهوم المنحرف للتدين والذي يدفع لمعاداة المظاهر المختلفة المنفتحة والمتحررة. إن صيام شهر رمضان ركن عظيم من أركان الإسلام وعبادة شعائرية، أي أنه فرض يلتزم به "المؤهل للصوم" المؤمن بشرع الله له وتصديقاً منه بذلك، لا مجرد تقليد أو رياء، وإن كان يشق عليه لمرض أو سفر فإنه لا يصوم ويطعم مسكيناً. والصيام بعيداً عن كونه عبادة مهذبة للنفس والروح، فهو ممارسة صحية فعّالة، إن تم تطبيقها بالشكل الصحيح، فهو يساعد على التخلص من السموم، ويقلل من نسبة السكريات في الدم، كما يعمل على خفض تخزين الدهون، بالإضافة إلى أنه يعزز العادات الغذائية الصحية، ويقوي جهاز المناعة. وبعيداً عن الرأي الديني "المنفتح"، فإن الإفطار علناً في شهر رمضان الذي اختصه الله...

الشعب المزمر

الزمور عند كل دول العالم باستثناء دولتنا الحبيبة يستخدم لتنبيه السائقين الآخرين بهدف تجنب حادث محتمل، فهو لغة التواصل والتخاطب بينهم. في الأردن استخدام الزمور لا علاقة له بالغرض الأصلي من اختراعه؛ حيث قمنا بتطوير هذا الاستخدام حتى بات الزمور يستخدم لـ: التعبير عن الغضب والتنفيس عن الانزعاج. إلقاء التحية على معارفنا من السائقين الآخرين أو المشاة. تقديم الشكر للسائقين الآخرين (المحترمين) ممن يعطوننا حق الأولوية. شتم السائقين الآخرين أو المشاة من المرتكبين مخالفات أو أخطاء مقصودة أو غير مقصودة. وداع الراكبين. الحث على الالتزام بقوانين السير. تسلية الأطفال أو ترضيتهم. التعبير عن الفرح في مواكب الأعراس والتخريج والتعبير عن البهجة بفوز مفضلاتنا من الفرق الرياضية المحلية والعالمية، أو مرشحينا في انتخابات مجلس النواب وانتخابات النقابات وأي انتخابات أخرى. استدعاء أشخاص تواعدنا واتفقنا معهم أن نقلهم، أو استدعاء حارس العمارة لمساعدتنا في حمل المشتريات، فهو بمثابة إشارة وصول. تنبيه السائقين في المقدمة على الإشارة الضوئية وحثهم على الانطلاق. إشعار الآخرين بأننا على عجلة من أمرنا...

ليس لأحد حب أعظم من هذا الحب

هو كالأسرار الإلهية، أعصى من أن يدرك، وأسمى من أن يُحد مداه، يبدأ دون استئذان ولا شرط، يشعل في النفس حرارة الروح السلام التي لا يهبها سوى خالق الروح، يحيي القلوب، ويسمعها كل ألحان الوداد، فتورق أملاً وتصفو. هو كأشعة الشمس الجريئة بنوره الساطع الذي يشع حياة وصفاء، لا تحجبه غيوم، ولا يمنعه مانع من اختراق أغوار الوجود وتحريك الأعماق، هو الحب النقي نقاء السماء، الندي كالسحاب، السخي كحبات المطر يروي الظمأ ويسقي القلب والروح غيثاً غدقاً بلا توقف ولا ملل. هو الذي تصغر أمامه الدنيا بما فيها، هو الكيان، ومستودع الحنان، هو الذي لا يعرف طريقاً للفناء، ولا درباً للإيذاء. هو الحب الذي يجمع الكيمياء والأحياء والتاريخ والفلسفة، هو الحب الذي يمنح عصارة ومذاق الألفة والمودة العالية، هو الحب الذي يسقي بساتين الحواس. هو الحب بريء الذمة، هو تلك المسحة على الرأس، وتلك القبلة من هنا والأخرى من هناك، هو ذلك العناق الذي يأتيك بسبب وبغير سبب، هو نثريات الحنان والكلمات الطيبات التي يبعثرها حنين الاشتياق من فؤاد صغير شقي سيظل طفلاً في الثانية من عمره في عيني مهما بلغ، هو ذلك "الليث" ا...

أسئلة على هامش أحداث انتخابات رئاسة الفيفا ٢۰۱۵

أكنا نصدق حقاً أن حظوظ الأمير علي بن الحسين كانت كبيرة للفوز برئاسة الفيفا؟ أكنا نصدق حقاً أن الوحدة كانت ستشق طريقاً لنفسها بين العرب خلال الانتخابات؟ أكنا نصدق حقاً أن ترشح الأمير كان سيعود بأي ثمار على المملكة على الصعيد الداخلي وعلى صعيد الرياضة الكروية المحلية؟ أكنا نصدق حقاً أن ترشح الأمير كان أكثر من مجرد تسويق سياسي ودبلوماسي خارجي للمملكة؟ أكنا نصدق حقاً أن النظرة الخارجية للدول النامية ستتبدل بفضل هذا الترشح؟ أنصدق حقاً البروباجندا الإعلامية الموجِّهة للرأي العام بعد إعلان الأمير لانسحابه؟ وأخيراً، السؤال الأهم، أنصدق حقاً أن موقفاً مشرفاً كان سيصدر في يوم ما عن الرافض لشرف المقاومة، الغارق في مستنقع العمالة الصهيونية، الخائن الذي باع أهله وقت المحنة، "جبريل الرجوب"؟

احترموا بيوت العزاء التي تؤمونها فالأيام دول

لا أحد يستطيع إنكار فقدان الاحترام وضياع الآداب في مجالس وبيوت العزاء مع تغير العلاقات الإنسانية وطبيعتها وقوتها بين الأقارب والمعارف والأصدقاء. مع ذلك، وبالرغم من كل الانتهاكات التي باتت معروفة لحرمة بيوت العزاء حالياً من حضور بأبهى الحلل والألوان خاصة السيدات، وتحويل هذه البيوت إلى صالونات اجتماعية مجانية يلتقين فيها ببعضهن، فإن لا أحد يقبل أن يتحول بيت العزاء الذي يقيمه حداداً على فقيد له من بيت يتلى فيه القرآن إلى بيت تصدح به حنجرة ماجدة الرومي في أغنيتها الشهيرة "مطرحك بقلبي" من على هاتف إحدى المعزيات. هل يا ترى من أتت معزية مرتدية اللون الأرزق الفاقع، أو متزينة بطلاء الأظافر الأحمر، أو تلك التي تكاسلت عن تخفيض صوت هاتفها، ستفرح عند حضور المعزيات على هذا النحو لتأدية الواجب ومساندتها في مصابها حين وقوعه؟ وهل بات من اللازم إطلاق وثائق شرف اجتماعية تبين آداب وقواعد السلوك أثناء التعزية؟ إن الأيام دول، أعطوا الاحترام لكي تكسبوا الاحترام.

ثقافة حرية المرأة وفكرها المتحرر في المفهوم العربي

عندما تستمع للحديث عن حرية المرأة في المجتمعات العربية حتى من تلك المرأة التي ترى نفسها بعيون متحررة مع عدم جواز التعميم، فإنك ستدرك بأن المفهوم السائد لهذه الحرية ما هو سوى بعض الكلمات الرنانة التي تصدح بها حناجر قطيع من عميان البصيرة الذين يقودهم عميان مارقون آخرون متشدقون بأفكار دخيلة فاسدة، ساعدهم الظلم الواقع على المرأة والصبغة الطاغية في تهميشها والناتجة عن مشكلة تطور الفكر وما انبثق عنها من شعارات دينية مصطنعة ومفبركة، وسلوكيات تمييزية، وتقاليد وأعراف خرقاء حولت المجتمعات إلى مجتمعات ذكورية بحتة، في سعيهم لتقليد التحرر الغربي بفكر عقيم وشعارات وسلوكيات هزيلة. عندما تستمع لهذا الحديث، ستدرك أن حرية المرأة كما يروج لها دعاة التحرر المغلوط مختزلة في الغالب بالشعور الديني والبعد الجسدي؛ إذ تم حصرها بمحاربة الله (أو القوة العظمى – كما يشاؤون تسميته)، وبمحاربة الأديان، وبمحاربة الضوابط والالتزام، وبالتحرر من الملابس، وبالتحرر الجنسي من استخدام الجسد دون رقابة وشذوذ وإباحة الإجهاض، دون الالتفات لأبعاد ومحاور أعمق وأعظم أهمية وتأثيراً. عكس ذلك تماماً هي حرية المرأة، فبمفهومها ...

نفر من الموت وفي الموت نقع

الموت أقسى فجيعة يمكن أن يواجهها الإنسان، هذا ما يعتقده الكثيرون. في الأمس القريب، كان خبر موت قريب أو صديق ينزل على المتلقين كالصاعقة، حينها كنا نرى الوجوه على الفور واجمة، والعيون دامعة، والقلوب باكية بحرقة وأسى على المتوفى. اليوم، مع مرور الأيام وكر الأعوام بما فيها من خير وشر وفرح وترح، أصبح الناس يتلقون خبر الموت ببرود كبرود الثلج، أصبحنا لا نرى في بيوت العزاء إلا وجوهاً متقنعة بالحزن ونداء الموت يقرع المسامع، وأخرى قافرة مجردة من التعبيرات، وغيرها باكية على نفسها. هي الغرق في متاهات الغفلة، أو كثرة الفقد وتعب الأرواح وإنهاك القلوب، أو أنها الطبيعة البشرية الأنانية التي تجعل من المعزي بكّاء على موتاه الأقربين، تعددت الأسباب والنتيجة واحدة؛ يتوفى المتوفى ولا بواكي له. إن الفجيعة الأشد قسوة في الحياة، أن تتداخل غرف القلوب، وتصبح أراضٍ طالتها يد الفوضى والتيه، أن تصبح أراضٍ بوار لا زرع فيها ولا حصاد، مجللة بالآلام والأحزان، أن تصبح أراضٍ لضلالات الروح والنفس الإنسانية. إن الفجيعة الأشد قسوة في الحياة، أن يسيطر الشعور بالحاجة لمنعطفات قاسية ومآزق وجودية ومفارقات أليمة تك...