Skip to main content

Posts

الفيلم الأردني "ذيب".. ۱۰۰ دقيقة من الملل المفرط

على الرغم من الإشادات الكثيرة التي تلقاها الفيلم الأردني "ذيب"، ومن نصيبه الكبير من التغطيات الإعلامية، إلا أن أياً من هذه الإشادات والتغطيات لم يذكر أن الفيلم حاز على جائزته في مسابقة آفاق جديدة ضمن الدورة الحادية والسبعين من مهرجان فينيسيا عن فئة الاتجاهات التعبيرية والجمالية في السينما فقط، ولم يحزها عن كونه عملاً فنياً متكاملاً. الحقيقة وبعيداً عن أسلوبية الفيلم الجمالية، إلا أنه لم يرقَ لمستوى الفيلم الجيد مكتمل العناصر والمكونات؛ ذلك أن أي فيلم سينمائي جيد يجب أن ينهض على سيناريو جيد وحوار جيد يكملهما الصورة وفن التصوير السينمائي الجيد. إن أي فيلم سينمائي مهما بلغت درجة نضج فكرته وفلسفتها، ومهما بلغت درجة تميز تصويره ومونتاجه سيعد فيلماً فاشلاً فنياً وفكرياً في حال كان السيناريو والحوار ضعيفي البناء، وهذا تماماً ما حدث في فيلم "ذيب"؛ إذ أنه افتقد للسيناريو الجيد الذي من خلاله يتم تطوير النمو الدرامي للفيلم ومعالجته السينمائية الفنية عبر وضع السياق المتتابع لأحداث الفيلم بطريقة سلسة وسريعة لتشويق المشاهد وتجنب إشعاره بالملل، كما افتقد أيضاً للحوار الذ...

سارق الفرح لا يهنأ بنوم ولو أغمض عينيه

بعيداً عن كون عيد الأم اختراع غربي صرف وأن نشأته في العصر الحديث على يد "أنا جارفس" الأمريكية جاءت تخليداً لذكرى والدتها المتوفاة، وبأنه لا خير في أمه كثرت أعيادها، وبأن بر الوالدة من أهم القيم والواجبات التي يجب تأديتها على مدار العام والعمر بأكمله، إلا أن هذا اليوم يعد مناسبة للتعبير عن المشاعر التي بتنا غير قادرين على التعبير عنها بشكل يومي بسبب ضغوطات الحياة، ولرد الجميل ولو بوردة واحدة. قبيل هذا اليوم، تكثر النداءات لعدم المغالاة في الاحتفال به مراعاةً لمشاعر الآخرين ممن فرقتهم الحياة عن أمهاتهم لسبب أو لآخر لئلا يصبح هذا اليوم يوم حزن ونكد عليهم، والحقيقة لا أحد يعترض على ذلك، لكن لم أرَ من أحد ينادي بعدم المغالاة في الحزن مراعاةً لمشاعر من ينعمون بالعيش في كنف أمهاتهم ومراعاةً لمشاعر الأمهات أنفسهن ممن قد يكون الحزن بنى عشه وسط قلوبهن لسبب أو لآخر أيضاً ومثاله فقدانهن لأمهاتهن، وممن قد يكن بأمس الحاجة للفتة حب وعطف. ما من أحد يحب أن يكدر خاطر الآخرين، وما من أحد يحب أن يذكر الآخرين بأحزانهم، وكما تظهر الأخلاق والمشاعر النبيلة في الظروف والمواقف الصعبة والحزين...

الحقوق الزوجية بين جهل الخطاب التوعوي وفوضى القيم والأخلاق والسلوكيات

من الجميل تطوير الخطاب التوعوي المتعلق بحقوق الزوجة والارتقاء بآلياته باستخدام وسائل الإعلام والتواصل العصرية وبانتهاج أساليب تعتمد التفاعلية وتصل لشريحة واسعة من المجتمع كالرسائل القصيرة. الرسالة أدناه مثال على الجهد المبذول لتبصير الفتاة بحقوقها، لكن للأسف الشديد اقتصرت الرسالة على الحقوق المالية دون النظر إلى الحقوق المعنوية غير المالية والأخلاقية والإنسانية على الرغم من أنها الأهم والأَولى بتعزيز الوعي حولها لدى الفتاة والشاب على حد سواء. إن المهر والنفقة والسكن الذين تتألف منهم الحقوق المالية ليسوا القاعدة التي يجب أن تتم الدعوة لبناء مؤسسة الزواج عليها، بل إنها وبعيداً عن مشاعر الحب والغرام الجياشة، تلك المودة الصادقة وأعمالها، والرحمة حتى في الخصام، وتحمل المسؤولية لتوفير الأمان والبذل للآخر، والتفاهم، والحوار الهادف المتحضر، والتعاون، والمعاشرة الحسنة، والثقة، والاحترام، والاستعداد للتكيف ومواجهة مشكلات الحياة يداً بيد، وحتى النقد البنّاء، هو ما يشكل تلك القاعدة الصلبة التي تؤسس لبيوت سعيدة وعلاقات زوجية ناجحة. ولضمان ارتباط كل من الفتيات والشباب بشريك الحياة ...

الغريب

هو الأضداد إذ جمعت؛ هو المتطرف الساخط العسر، هو الباحث عن الحقيقة كلما غربت، هو من لا يغريه القطيع ولا تعميه كل بديهية ولا الأقنعة كيفما اصطنعت. هو شوق الدرويش؛ هو الحر الذي لا تستعبده تجارة ولا يلهيه هوى متبع عن ذكر الله. هو الذي لا تشوبه ملوثات الدنيا ولا مفاهيم الحضارة الحديثة برواسبها؛ هو الذي لا يحيد عن الحق وإن وقف على مداخل الشيطان، هو الذهب في معدنه فتسمو به المواقف إلى عبق الجمال، هو الذي غايته للانتهاء ابتداء.  هو رجل الأرض وسيدها، هو البذرة المعطاءة لشجرة طيبة سخية أصلها ثابت وفرعها في السماء، ثمارها صدق وشفافية الأخلاق، والكرم في الرضى والأثَرَة، والنبل واللين في الخصومة، والتواضع مع الرفعة، وطيب القلب الأبيض بياض الثلج، وإشراقة المحبة، وتجليات الروح النقية التي تنبثق من بين ثناياها ومضات ضوء بلورية تضيء العمر. أياً كان، لله دره من رجل قادم من الزمن الجميل، غريب في زمن الثرثرة.

عبقرية تطويع الكلمات تحولها لنغم موسيقي

إن اللغة العربية من أجمل اللغات وأكثرها غنى بالمفردات والكلمات التي يتزين بها الحديث الكلامي أو النص الكتابي المقروء والمسموع سيما عند تطويعها من حيث انتقاء المناسب منها لموضوع الحديث أو النص وتوظيفها بذكاء فتزيد جماليته ويصبح وقعه كوقع الموسيقى. قلائل في المجال الإعلامي المرئي والمسموع في وقتنا الحالي هم من أبدعوا بشكل لافت في تطويع مفردات اللغة وموسقتها لتجذب الأسماع وترغب السامعين بالمزيد. نيشان ديرهاروتيونيان، الإعلامي اللبناني المشهود له بثقافته الواسعة واحد من هؤلاء القلائل الذين حولوا الكلمة لنغمة، خاصة مع نبرة صوته وتفننه في الإلقاء، مثبتاً أن الكلمة مفتاح عبقرية الترويج في برومو البرامج التلفزيونية كما في غيرها في أي مادة إعلانية وترويجية برامجية. برومو برنامج تاراتاتا ۲۰۱۵ https://www.youtube.com/watch?v=z5m6I6dHSLU ، الذي يقدمه نيشان له سحر خاص انبثق من سحر كلمات نصه التي فكت رموزها تقنية السهل الممتنع؛ حيث تم توظيف الكلمات المألوفة والانتقال بمستواها إلى مستوى الكلمات المؤثرة التي أكاد أجزم أنها ستبقى في الذاكرة.

سلام على من وضعن القلوب بين أكفهن

لطالما اقتصر الاحتفال بعيد الأم على الأمهات اللواتي ينجبن الأبناء والبنات ويرعين من ينجبن دون الاحتفاء بالأمومة التي تعتبر من أقوى الروابط الإنسانية على الإطلاق، والتي تتعدد بأنواعها لتشمل الأمومة الكاملة (البيولوجية والنفسية) التي تطلق على الأم التي تنجب وتلد وترضع وترعى الطفل حتى يكبر، والأمومة البيولوجية التي تطلق على الأم التي تحمل وتلد فقط، بالإضافة إلى الأمومة النفسية التي تطلق على الأم التي لم تحمل ولم تلد لكنها تسامت بغريزة الأمومة من خلال رعاية الأطفال من حولها وفي مجتمعها وأحبتهم وحنت عليهم ودللتهم وقامت بتوجيههم وتقويمهم وبحمايتهم إن لزم الأمر. وحيث أن الاحتفال بعيد الأم ما هو إلا تقدير لهذه الأم على مشاعرها ورعايتها المخلصة بحب لا حدود له وبعاطفة قوية لا يمكن وصفها، فما الضير من إشراك الأم النفسية التي قد تكون جدة أو عمة أو خالة أو أخت كبرى أو صديقة أو زميلة أو حتى جارة أو زوجة أو أي أنثى أحبتنا بصدق كبير دون أن تلدنا في هذا الاحتفال، ووضعها في الحسبان عند الانطلاق في ماراثون البحث عن هدية مهما صغرت قيمتها المادية للتعبير من خلالها عن مشاعرنا الدفينة تجاهها طيلة عام ...

الانتماء الوطني يعمل ولا يتكلم وشتان ما بين الاعتزاز بالوطن والتفاخر

إن حب الوطن أمر غريزي وفعل قلبي لا يمكن للإنسان الانفكاك عنه، كما أن الانتماء الوطني من أعلى القيم النبيلة كون الانتماء ما هو إلا إحساس صادق بحب الوطن وانصهار وجداني بأحداثه ومتغيراته، واندماج تام مع أفراده على اختلاف فئاتهم، وعمل جاد لضمان رقيه ورفعته. وحيث أن الانتماء يعبر عن صلة الإنسان بالوطن، فإنه لا ضير إطلاقاً من الاعتزاز بهذا الانتماء وبالوطن الذي ننتمي إليه، على أن لا يتحول هذا الاعتزاز إلى تفاخر وكبر وخيلاء، فشتان ما بين الاعتزاز المتزن الممدوح المطلوب بالوطن وحبه والشوق له، والتفاخر والتباهي الذي يجعل الإنسان يرى من الصفات في نفسه ما يجعله أفضل من الآخرين وفي وطنه ما يجعله أعظم مقاماً من مقام غيره من الأوطان، وبالتالي السير نحو فخ النزعة الاقليمية. إن الوطنية كما قال الأديب غسان كنفاني تعمل ولا تتكلم، فهي تظهر بالأفعال التي تنبذ الفئوية والقبلية والطائفية والاقليمية، كما تظهر بالوفاء لأرض الوطن وإنسانه وثرواته؛ حيث احترام الإنسان وتقدير الكفاءات وصيانة الحقوق والتوزيع العادل والتنمية والتعمير ونشر الرخاء والسعي للرفعة في كل المجالات. المحبون للوطن هم المخلصون لأرضه...