Skip to main content

Posts

المسكوت عنه خدش للحياء العام.. زوبعة البوسة أزمة هوية رسمية

دخل النقاش بين الأردنيين حول موضوع "البوسة التي حطمت المدينة الفاضلة" يومه السابع، مثيراً جدلاً كبيراً حول تقاليد المجتمع المحافظة التي لا تسمح بأي انحلال أخلاقي. لكن، كالعادة، ولأننا شعب يعاني من العشوائية الأخلاقية، لم يتم التطرق لمناقشة أخلاقيات مصور فيديو "البوسة" وانحلاله الأخلاقي الذي دفعه للتطفل على الغير في المقام الأول، وللنظر للموضوع حسب أيدولوجيته وبنائه النفسي، فتخير توثيق المشهد وفضح بطليه بعد تأويله بكيفية تظهره مطابقاً لما يعتقد أنه الحق. لا دفاعاً عن "البوسة" ولا هجوماً عليها؛ ما حدث ابتداءً من تصوير ونشر المشهد، ومروراً باهتمام الأجهزة الأمنية به، وانتهاءً بضبط المركبة واعتقال الشاب، ليس سوى تجسيد حقيقي لأزمة الهوية والتوجهات التي تعاني منها دولتنا والتي انعكست على أبنائها. نحن بلا شك أمة هلامية بلا عنوان، اختلط لدينا الحابل بالنابل والحق بالباطل والصواب بالخطأ، فضاعت أولوياتنا وحلت بدلاً عنها سفاسف الأمور. نحن أمة ليس لنا إلى النجاة سبيل. دستورنا يقول أن الإسلام هو دين الدولة، كما أنه يقول أن المحاكم الشرعية تطبق في قضائها أ...

الألم سر الإنسانية والوجود

ممتلئة هي الحياة بقلوب متعبة بتعب الأيام، مرتوية من نهر الآلام التي تأبى إلا السكنى في الأعماق. كلنا بنا ألم، لكن لكل منا حكاية. فراق، ورحيل، وهجر، وفقد، ونقص، وذنوب، وغدر من الزمان وآخر من الخلان، وحاجة لأوطان وأخرى لبنين، أو أنه شعور بآلام الآخرين. اشتياق، وحنين، واحتياج، وأمنيات، وندم، واستسلام. قد تختلف الحكايات، لكن النهايات تتوحد بتوحد الشعور الذي يخلفه ركام كل حكاية، إنها الآلام. تلك الآلام التي تتولد من وطأة السلب والضغط، فتأتي تعبيراً عن الاحتجاج على فقدان العدالة من وجهة نظر قاصرة وغير مدركة لأن حقيقة الحياة والوجود قائمة على الألم الإنساني. ما أن ندرك هذه الحقيقة الحاضرة الغائبة، فإننا سندرك بأن هذا الألم الإنساني إما أن يصبح ألماً إيجابياً فيرفعنا في مقامات الإنسانية إلى الروحانية، وإما أن يصبح ألماً سلبياً فيهوي بنا إلى حضيض الشهوانية المادية، فإن أدركناه بإيجابية بلغنا الحقيقة المطلقة وسرنا على مدارج السلام، وإن لم نفعل، واصلنا تيهنا وعظم كربنا وغزانا الإحساس بالنقمة. دون هذا الألم الذي يدفع تجاه المعرفة بنداء روحي، لن نصل أبداً إلى الحقيقة المطلقة التي ...

موسوعة غينيس تشوه عملنا الإنساني

لطالما لعب الإعلام ومرتزقته وأتباعهم دوراً بارزاً في تنميق خيارات واستراتيجيات الترويج للمملكة على الخارطة العالمية حتى وإن كانت تلك الخيارات والاستراتيجيات مثيرة للشفقة والجدل، ودالة على الإفلاس من الإمكانات الحقيقية التي ترسم مكانة جديرة بالاحترام. مع حملة "من بعدي حياة" الوطنية والموجهة ظاهرياً لتعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء، لم تكف الأقلام ليس فقط عن التلميع والترويج للحملة الهادفة في الباطن للترويج للمملكة بمنهجية تفرغها من محتواها الإنساني النبيل، وتشير لإفلاس حقيقي من كل الإمكانيات في مختلف المجالات التي قد تدخلنا موسوعة غينيس، سوى من جمع أكبر عدد من المتبرعين بالأعضاء، وذلك من بعد دخولنا فيها بأطول سحسيلة وأكبر قرص فلافل وأكبر علم على هيئة فسيفساء وغيرها، إنما لم تكف أيضاً عن تسطيح الوعي بأهمية وأخلاقيات العمل الإنساني وأصوله، مشوشة نظام القيم بأكمله. إن التبرع بالأعضاء عمل إنساني بحت، لذلك يجب أن يكون نهج تكريس ثقافته متماشياً مع جوهره وروحه، كما يجب أن يدفع القائمين والمقدِمِين عليه لارتقاء سلم السمو الأخلاقي، لا السير نحو طريق الإفلاس الأخلاقي بمناقضة الهدف...

تجرد من عبوديتك للماديات لتصل لكنزك

من خلال الاستمرار في الحياة وإزاحة كل الخراب الوهمي، يمكن أن تعثر على حريتك مدفونة تحت خرابك، وهذه أكبر كنوز الوجود والحياة والمعرفة. لتعثر على حريتك، عليك إزاحة موانعها بالتحرر من عبوديتك للأشياء والماديات، فيخف توحشك وخوفك من المجهول، كما يخف ألمك من النوائب. إن النار هي جنة البعد، والجنة نار القرب، فما يضيرك في أن تقبل خرابك لتصل لكنزك في لحظة عشقية مقدسة تجردك من أي انتماءات وتعلقات مادية للجسد والروح والعقل والنفس. من لا يرى الله من وراء الأضداد في مفارقات الحياة لا يراه. خذ هذه اللحظة إلى قلبك ولا تضيعها، إن ضيعتها ضاع منك الإنسان، وقطعت جسر الوصول للأصل. تخلّ عن الله الظاهر القهاري، وتحلّ بالله الباطن الجمالي.  تقبّل وأقبِل، حطم القيود وعش حراً محباً للكون الأزلي بكل ما فيه لتبلغ ولادة الكمال في الأرض الأبدية.

جنة الأرض بداخلك فكن أكثر تقبلاً ومنحاً للحياة

إذا أصابتك شدة فاصبر لها وادع ربك، إنه أدنى لمن يدعوه من حبل الوريد، فلا تدري بصبرك ودعائك لعله يحدث بعد ذلك أمراً، فتلوح لقلبك في السعادة أسرار عاجزة عن النطق، كامنة في الأشياء البسيطة من حولك لكنها الأكثر تميزاً وتأثيراً. حسبك من السعادة ضمير نقي ونفس مطمئنة وقلب شريف، بها يجلو بصرك وبصيرتك، ويأخذك لذلك السلام، فلا تصبح عالقاً أبداً حتى تريد أنت ذلك بانسياقك طوعاً لوهم التحكم بما لا تستطيع. جنة الأرض بداخلك، وأنت قادر وحدك على التحكم بما يدور بداخلك وعلى رؤية ما ليس كل عين تراه، حينها لا يقفر القلب ولا تضل النفس. سر في الحياة كالمحاربين المؤمنين بالقضاء خيره وشره، وكن أكثر استعداداً لمواجهة الشدائد، وأكثر تقبلاً ومنحاً للحياة. لا تأس على ما فاتك ولا تفرح كل الفرح بما أتاك لتغلب الفجوة بين الامتلاك والرضى، وبين ما لديك وما تريده، فلا تكره الموجود رغم ابتلائك بالمفقود.

قبول الفقد أول خطوة لحياة متزنة

الأشياء التي لا تصلك وأنت تحتاجها بشدة هي أشياء قدر الله لها التأجيل لتأتيك في وقتها المناسب، والأشخاص الذين فقدتهم لسبب أو لآخر هم أشخاص مروا بحياتك لتكمل تجربتك الإنسانية في الحياة وتصل من خلالهم وعبر فقدهم للمعنى الحقيقي لها المؤدي للموت المادي والمعنوي، والذي هو الطريق لذلك الانتقال لتعاود الحياة من جديد سواء في ذات الإطار الزمني أو خارجه، لكن مع إرث عميق من المعرفة المفضية لله القابع داخل كل منا، هنا أو هناك. لا تستخف بما لا يمكنك فهمه؛ فالحياة هي عملية الموت، والموت هو الطريق للحياة. تجبر واصبر الصبر الجميل الذي لا يعني تحمل الألم سلباً، بل بعد النظر والوثوق بالنتيجة النهائية. ابتسم؛ فحكايا الحب تموت ليولد حب أقوى وأعمق، وأرزاق تذهب لتحل مكانها أرزاق أوسع، وفرص تغيب لتطرق الأبواب فرص أفضل، كأوراق الشجر تتساقط لتغذي الأرض فتنبت فيها الحياة من جديد ويزهر ربيع آخر. افهم معنى الحياة لتتصالح مع فكرة الفقد والموت وتتخطى الغموض المحيط بها؛ فالحياة التي تولد من الموت تختلف عن تلك التي تحياها. قبول الفقد أول خطوة لحياة متزنة؛  ارضَ، انتمِ للحقيقة ، ولتتجرد من كل ...

هناك ضوء لا ينطفئ

هناك ضوء لا ينطفئ وإن اجتاحك الظلام، هناك أمل لا يكترث وإن اشتد الألم، هناك رغبة في الحياة لا تنهزم وإن ازداد الفقد. هناك دائماً نور لنجم يرفع الظلمات عنا وهو مستور، هناك دائماً قوة ترافقنا وتدركنا ونحن على فم الهوة، هناك دائماً نسمة تهب على جروح الروح حتى تنجلي الغمة، ونحن نعيش ما ينفك يحرسنا ويلمسنا بلطف غامض ما ليس مرئياً، وإلا... فما الذي يبقي الفتى حياً.~