Skip to main content

Posts

موسوعة غينيس تشوه عملنا الإنساني

لطالما لعب الإعلام ومرتزقته وأتباعهم دوراً بارزاً في تنميق خيارات واستراتيجيات الترويج للمملكة على الخارطة العالمية حتى وإن كانت تلك الخيارات والاستراتيجيات مثيرة للشفقة والجدل، ودالة على الإفلاس من الإمكانات الحقيقية التي ترسم مكانة جديرة بالاحترام. مع حملة "من بعدي حياة" الوطنية والموجهة ظاهرياً لتعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء، لم تكف الأقلام ليس فقط عن التلميع والترويج للحملة الهادفة في الباطن للترويج للمملكة بمنهجية تفرغها من محتواها الإنساني النبيل، وتشير لإفلاس حقيقي من كل الإمكانيات في مختلف المجالات التي قد تدخلنا موسوعة غينيس، سوى من جمع أكبر عدد من المتبرعين بالأعضاء، وذلك من بعد دخولنا فيها بأطول سحسيلة وأكبر قرص فلافل وأكبر علم على هيئة فسيفساء وغيرها، إنما لم تكف أيضاً عن تسطيح الوعي بأهمية وأخلاقيات العمل الإنساني وأصوله، مشوشة نظام القيم بأكمله. إن التبرع بالأعضاء عمل إنساني بحت، لذلك يجب أن يكون نهج تكريس ثقافته متماشياً مع جوهره وروحه، كما يجب أن يدفع القائمين والمقدِمِين عليه لارتقاء سلم السمو الأخلاقي، لا السير نحو طريق الإفلاس الأخلاقي بمناقضة الهدف...

تجرد من عبوديتك للماديات لتصل لكنزك

من خلال الاستمرار في الحياة وإزاحة كل الخراب الوهمي، يمكن أن تعثر على حريتك مدفونة تحت خرابك، وهذه أكبر كنوز الوجود والحياة والمعرفة. لتعثر على حريتك، عليك إزاحة موانعها بالتحرر من عبوديتك للأشياء والماديات، فيخف توحشك وخوفك من المجهول، كما يخف ألمك من النوائب. إن النار هي جنة البعد، والجنة نار القرب، فما يضيرك في أن تقبل خرابك لتصل لكنزك في لحظة عشقية مقدسة تجردك من أي انتماءات وتعلقات مادية للجسد والروح والعقل والنفس. من لا يرى الله من وراء الأضداد في مفارقات الحياة لا يراه. خذ هذه اللحظة إلى قلبك ولا تضيعها، إن ضيعتها ضاع منك الإنسان، وقطعت جسر الوصول للأصل. تخلّ عن الله الظاهر القهاري، وتحلّ بالله الباطن الجمالي.  تقبّل وأقبِل، حطم القيود وعش حراً محباً للكون الأزلي بكل ما فيه لتبلغ ولادة الكمال في الأرض الأبدية.

جنة الأرض بداخلك فكن أكثر تقبلاً ومنحاً للحياة

إذا أصابتك شدة فاصبر لها وادع ربك، إنه أدنى لمن يدعوه من حبل الوريد، فلا تدري بصبرك ودعائك لعله يحدث بعد ذلك أمراً، فتلوح لقلبك في السعادة أسرار عاجزة عن النطق، كامنة في الأشياء البسيطة من حولك لكنها الأكثر تميزاً وتأثيراً. حسبك من السعادة ضمير نقي ونفس مطمئنة وقلب شريف، بها يجلو بصرك وبصيرتك، ويأخذك لذلك السلام، فلا تصبح عالقاً أبداً حتى تريد أنت ذلك بانسياقك طوعاً لوهم التحكم بما لا تستطيع. جنة الأرض بداخلك، وأنت قادر وحدك على التحكم بما يدور بداخلك وعلى رؤية ما ليس كل عين تراه، حينها لا يقفر القلب ولا تضل النفس. سر في الحياة كالمحاربين المؤمنين بالقضاء خيره وشره، وكن أكثر استعداداً لمواجهة الشدائد، وأكثر تقبلاً ومنحاً للحياة. لا تأس على ما فاتك ولا تفرح كل الفرح بما أتاك لتغلب الفجوة بين الامتلاك والرضى، وبين ما لديك وما تريده، فلا تكره الموجود رغم ابتلائك بالمفقود.

قبول الفقد أول خطوة لحياة متزنة

الأشياء التي لا تصلك وأنت تحتاجها بشدة هي أشياء قدر الله لها التأجيل لتأتيك في وقتها المناسب، والأشخاص الذين فقدتهم لسبب أو لآخر هم أشخاص مروا بحياتك لتكمل تجربتك الإنسانية في الحياة وتصل من خلالهم وعبر فقدهم للمعنى الحقيقي لها المؤدي للموت المادي والمعنوي، والذي هو الطريق لذلك الانتقال لتعاود الحياة من جديد سواء في ذات الإطار الزمني أو خارجه، لكن مع إرث عميق من المعرفة المفضية لله القابع داخل كل منا، هنا أو هناك. لا تستخف بما لا يمكنك فهمه؛ فالحياة هي عملية الموت، والموت هو الطريق للحياة. تجبر واصبر الصبر الجميل الذي لا يعني تحمل الألم سلباً، بل بعد النظر والوثوق بالنتيجة النهائية. ابتسم؛ فحكايا الحب تموت ليولد حب أقوى وأعمق، وأرزاق تذهب لتحل مكانها أرزاق أوسع، وفرص تغيب لتطرق الأبواب فرص أفضل، كأوراق الشجر تتساقط لتغذي الأرض فتنبت فيها الحياة من جديد ويزهر ربيع آخر. افهم معنى الحياة لتتصالح مع فكرة الفقد والموت وتتخطى الغموض المحيط بها؛ فالحياة التي تولد من الموت تختلف عن تلك التي تحياها. قبول الفقد أول خطوة لحياة متزنة؛  ارضَ، انتمِ للحقيقة ، ولتتجرد من كل ...

هناك ضوء لا ينطفئ

هناك ضوء لا ينطفئ وإن اجتاحك الظلام، هناك أمل لا يكترث وإن اشتد الألم، هناك رغبة في الحياة لا تنهزم وإن ازداد الفقد. هناك دائماً نور لنجم يرفع الظلمات عنا وهو مستور، هناك دائماً قوة ترافقنا وتدركنا ونحن على فم الهوة، هناك دائماً نسمة تهب على جروح الروح حتى تنجلي الغمة، ونحن نعيش ما ينفك يحرسنا ويلمسنا بلطف غامض ما ليس مرئياً، وإلا... فما الذي يبقي الفتى حياً.~

تحرر من الألم ولا تحارب القضاء والقدر

الصباح ليس في شروق الشمس، بل في إدراكنا لنعمة الله بأن وهبنا يوماً جديداً في هذه الحياة لنذكره فيه ونتواصل مع أحبائنا، فتسعد قلوبنا بوصالهم وتسعد قلوبهم بوصالنا، ولنتذكر من فارقونا بود وتقدير، فالقدر مكتوب، ولا شيء يخرج عن قدر الله. ما أطهر أنفاس الصبح الذي لا ينصرف الوجه به عن السفر إلى الله، وما أهدأ الفؤاد الذي يحسن الثقة والظن بالله، فلا يحارب قضاءه وقدره، ويُقبل على الحياة بأمل بكل ما فيها من ألم، مؤمناً بأن الأمل يولد من رحم الألم، وبأن الألم سر الحياة والموت. تحرر من الألم وكن كحبة الحنطة؛ تموت في الأرض لتخرج للحياة من جديد. أعطِ معنى للحياة الأولى لتعطي معنى للأخرى الخارجة عن نطاق الزمان والمكان، والمكملة لذات القيمة الإنسانية.

النضج العاطفي هو الطريق للنضج الإنساني

أن تفهم متأخراً خير من أن لا تفهم بأن الحفاظ على العلاقات سوية حتى وإن انتهت وذهبت أدراج الرياح، لا يتطلب سوى القليل من النضج العاطفي الذي يعد الجسر للنضج الإنساني القادر بدوره على تسيير السلوكيات نحو السمو والرقي. إن بلغت هذه المرحلة، ستكون من القلة الذين ستكون الرحمة ملء قلوبهم وسيكون الاحترام أساساً يبنى عليه سلوكهم في أي موقف يواجهونه مع الغير من المنتهية العلاقة بهم. كلماتك، أفعالك، وردود أفعالك ستفوح منها نفحات الفضل دون طمع في أي مقابل. لن يشوب تصرفك معهم أي شائبة إن جمعك بهم أي لقاء، ولن يبدر منك عنهم إلا الكلم الطيب، ولن يجدوا من يقف بجانبهم في حوادث الدهر سواك. ولتبلغ هذه المرحلة، سيكون عليك أن تعرف نفسك، وأن تفهمها وتحدد أي نوع من الأشخاص أنت لتضبط سلوكك ليصبح أفضل مما هو عليه، على أن تكون أميناً وموضوعياً مع نفسك، ما سيخلصك من داخلك من النوازع العمياء والمناطق الداكنة، وسيزيد رباطة جأشك ليجعل ظاهرك تماماً كما باطنك، هذا سينعكس إيجاباً على رغبتك بتحسين نفسك، فتميل لبذل الكثير منها لأجل الآخرين وتتزن نفسياً وتثبت انفعالياً دون أي قوانين سحرية.