Skip to main content

Posts

الجرافيتي العشوائي من منظور آخر

بعيداً عن قانونية العمل، يبقى الفرق واضحاً بين الكتابة على الجدران مع رسائل هادفة ومعبرة عن قضايا مجتمعية هامة، أو الرسم عليها بطريقة فنية وأسلوب يضيف الجمالية على المكان، وبين الكتابة أو الرسم العشوائيين. مع ذلك، هذه الكتابات والرسومات التي تتنوع بتنوع ما في أنفس أصحابها من طاقات وانفعالات ممنوعة الانفجار، إنما تعبر عن ثقافة مجتمع، وعن واقع أبنائه من المهمومين أو المكبوتين أو المقهورين أو المحرومين أو حتى العشاق. القواسم المشتركة بين هؤلاء جميعاً تتمثل في انخفاض مستوى الوعي والمسؤولية لديهم، وفي انعدام التوجيه والإرشاد الموجه إليهم وقلة العمل على صقل شخصياتهم ليكونوا أسوياء فكرياً ونفسياً، والأهم من ذلك، انعدام المحفزات المتاحة أمامهم والمخصصة لتعزيز قدرتهم على التعبير عن الذات والمكنونات بوعي وأسلوب حضاري، هذا إلى جانب انعدام المساحات والفضاءات المخصصة للتعبير بحرية.

الخروج من حظيرة القطيع الأول

ولما اعتلى الإنسان هرم المملكة الحيوانية بفعل تطور العقل البشري وتوهج قوة الفكر والاستعداد الأخلاقي التي أفرزت تحولات نحو الفكر الفلسفي المعاصر والحداثة النفسية والأخلاقية والاجتماعية والسلوكية، إلا أنه لا يزال عالقاً في منزلقات النزعات البدائية الكامنة، ممتنعاً عن الخروج عن المساحات الضيقة. الخطأ يكمن في الرغبة في التجديد والتميز في ظل البناء والتصور المفاهيمي الذي يستند لثقافة القطيع الأول، والذي يزيد الذات المفتقرة للنضج الاجتماعي والرشد الأخلاقي والمعنوي ارتباكاً، فيصيرها إلى ذات منفصمة تتغطى بقشور مدنية مغشوشة، وتختبئ وراء مسميات وهمية وشعارات زائفة، بدلاً من تقريبها للمعنى والجوهر. إن أشق الحروب هي حرب الإنسان مع نفسه وإن الإنسان يرتقي بالبحث عن المعنى، وبالتوفيق بين المعنى والواقع، فحرر إرادتك الإنسانية وعقلك، واعرف نفسك، وأصلح بين ظاهرك وباطنك، ولا تنمق الكلم فتبيعه أو تشتريه، ولا تكن أسيراً للعناوين في حالة من التسامي، لا تنفصل فيها القيم عن الحقيقة والواقع ولا تتحول ضمنها إلى مجرد مفردات، ليكون حينها فقط الاندفاع خارج حظيرة القطيع، خارج عالم الصورة إلى عالم ال...

119 كلمة تختزل الشارع الأردني

اللهجة هي لغة الإنسان المحكية التي جُبِل عليها فاعتادها، والتي تنتمي المفردات فيها لبيئة جغرافية أو اجتماعية محددة، فتميز أهلها، وهي تعبر عن تفاصيل وأحوال الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. على الرغم من ثبات اللهجة، إلا أن مفرداتها التي لا يمكن إسقاطها أو إنكارها، قد تتبدل وتتغير من جيل إلى آخر حسب مستجدات الواقع المعاش وتأثير الزمان والبيئة المكانية والاجتماعية. وتتفرد اللهجة المحلية في الأردن بالكثير من الكلمات والمفردات والتعبيرات والتراكيب التي يتم تداولها في الشارع والمنزل والعمل وبين الأصدقاء والمعارف، وذلك على الرغم من الاشتراك في العديد منها مع لهجات الدول القريبة حدودياً. تالياً أهم 119 كلمة تختزل الشارع الأردني وتعبر عن واقعه: 1.     نشمي/ة: صفة تطلق على من به من الصفات الحميدة الكثير، وتتمثل فيه قيم الشهامة والشجاعة والإقدام وعمل الخير وغيرها. تكاد تكون حكراً على الأردنيين من الذكور والإناث.   2.     هلا عمي: مرادف لرد التحية أو رد الشكر. 3.      لغة الدواوين: اللغة المتداولة بين الشباب من الجنسين، ...