Skip to main content

Posts

Showing posts from November, 2015

المسكوت عنه خدش للحياء العام.. زوبعة البوسة أزمة هوية رسمية

دخل النقاش بين الأردنيين حول موضوع "البوسة التي حطمت المدينة الفاضلة" يومه السابع، مثيراً جدلاً كبيراً حول تقاليد المجتمع المحافظة التي لا تسمح بأي انحلال أخلاقي. لكن، كالعادة، ولأننا شعب يعاني من العشوائية الأخلاقية، لم يتم التطرق لمناقشة أخلاقيات مصور فيديو "البوسة" وانحلاله الأخلاقي الذي دفعه للتطفل على الغير في المقام الأول، وللنظر للموضوع حسب أيدولوجيته وبنائه النفسي، فتخير توثيق المشهد وفضح بطليه بعد تأويله بكيفية تظهره مطابقاً لما يعتقد أنه الحق. لا دفاعاً عن "البوسة" ولا هجوماً عليها؛ ما حدث ابتداءً من تصوير ونشر المشهد، ومروراً باهتمام الأجهزة الأمنية به، وانتهاءً بضبط المركبة واعتقال الشاب، ليس سوى تجسيد حقيقي لأزمة الهوية والتوجهات التي تعاني منها دولتنا والتي انعكست على أبنائها. نحن بلا شك أمة هلامية بلا عنوان، اختلط لدينا الحابل بالنابل والحق بالباطل والصواب بالخطأ، فضاعت أولوياتنا وحلت بدلاً عنها سفاسف الأمور. نحن أمة ليس لنا إلى النجاة سبيل. دستورنا يقول أن الإسلام هو دين الدولة، كما أنه يقول أن المحاكم الشرعية تطبق في قضائها أ...

الألم سر الإنسانية والوجود

ممتلئة هي الحياة بقلوب متعبة بتعب الأيام، مرتوية من نهر الآلام التي تأبى إلا السكنى في الأعماق. كلنا بنا ألم، لكن لكل منا حكاية. فراق، ورحيل، وهجر، وفقد، ونقص، وذنوب، وغدر من الزمان وآخر من الخلان، وحاجة لأوطان وأخرى لبنين، أو أنه شعور بآلام الآخرين. اشتياق، وحنين، واحتياج، وأمنيات، وندم، واستسلام. قد تختلف الحكايات، لكن النهايات تتوحد بتوحد الشعور الذي يخلفه ركام كل حكاية، إنها الآلام. تلك الآلام التي تتولد من وطأة السلب والضغط، فتأتي تعبيراً عن الاحتجاج على فقدان العدالة من وجهة نظر قاصرة وغير مدركة لأن حقيقة الحياة والوجود قائمة على الألم الإنساني. ما أن ندرك هذه الحقيقة الحاضرة الغائبة، فإننا سندرك بأن هذا الألم الإنساني إما أن يصبح ألماً إيجابياً فيرفعنا في مقامات الإنسانية إلى الروحانية، وإما أن يصبح ألماً سلبياً فيهوي بنا إلى حضيض الشهوانية المادية، فإن أدركناه بإيجابية بلغنا الحقيقة المطلقة وسرنا على مدارج السلام، وإن لم نفعل، واصلنا تيهنا وعظم كربنا وغزانا الإحساس بالنقمة. دون هذا الألم الذي يدفع تجاه المعرفة بنداء روحي، لن نصل أبداً إلى الحقيقة المطلقة التي ...